Part : 22

129 6 2
                                    

سبحـان الله وبحمـده.
سبحـان الله العظيـم.
اللهـم صـلِ وسلـم علّـى نبينـا محمـد.
.
.
ما كان من فهد الا أنه يراقبها و الابتسامة تزينّ ثغره لـ عدة أسباب يجهل بعضها ، قرب لـ ذكرى و أردف : لقيتي شيء يناسبك ؟ .
هزّت راسها بـ الموافقه و دفع فهد سعر العباية و النقاب ، خرجوا من عند جهة العبايات و سألها فهد : وين وجهتنا الثانيه ؟ .
وقفت شوي و سألته عن مكان السيارة ، طلبت منه جواله بـ حكم ان جوالها مسحوب ، بحثت عن كوفي و لفت الجوال لـ فهد : نروح لـ هنا ؟ .
أبتسم و هزّ راسه بـ نعم ، شغل سيارته متوجه لـ الكوفي بعد ما فتح موقعه .. أمّا ذكرى فـ ما إن ركّبت السيارة طلبت منه ينتظر شوي ، نزّلت الطرحة من وجهها و غيرت عبايتها لـ الجديدة ، فتحت المراية تعدّل نقابها و لفت علّى فهد الي كان يسوق و سألته : شرايك حلو ! .
أبتسم و قرب راسها له بـ حيث يطبع قبّله عليّها : كل شيء حلو عليك و كل شيء يرضي ربي يطلع أحلى و أحلى .
اخذوا لهم قهوة و حلى و جلسوا علّى أحد الطاولات ، استلم فهد الطلب و توجهه لـ طاولتهم .. كان متردد بـ سؤاله لها لكن عرفت ان بـ خاطره شيء و طلبت منه الكلام : عادي أسألك شلون و متى تكلمتي مع محمد .
قطعت لها من الحلى و بدأت تتكلم عن انها شافته مره يسولف مع فهد ، و كانت أنظار محمد دايم تطيح علّى بيتهم ، و ان اول مره تكلموا وقّت ساعدها بـ تصليح سيارتها .. ضحكت و عينها علّى فهد المُستمع لها بدون اي مُقاطعه : بعدين تراني اضحك علّى نفسي ، ما أخفي عليك أن قلبيّ متعلق فيه لكن حسيت اني غبيه لإني سمحت له يتكلم معي ، و اكثر شيء اني ندمانه مرهه بـ إني خذلت ثقة ابوي .. و انفجرت عليّه في ذاك اليوم .
ابتسم فهد و قال : ما اقاطعك بس ابوي حزن مرهه وقتها ، حزن ان بنته ما راحت تدوّر الاهتمام عنده و راح تدوره عند الغريب ، اما فعلتك بـ انك تكلمتي معه و بـ الحرام ، وقت سألته ليش ما عصبت لأنها تتكلم مع احد مو محرم لها قال .. مالي حق أعصب عليها ونا ما اهتميت بها و حفظتها ، مالي حق اعصب و أعاقبها علّى فعلتها لأن عقابها بـ يد ربي و هي راح تصحى و تعرف غلطها .. و بـ النسبة لي ما راح اعصب عليك و اشوفك انتِ الوحيدة الغلطانه ، لأن كل شخص منا غلط سواء انتِ او محمد .
أبتلع ريقة و بـ هدوء ، تحاشى نظراتها له و اردف : و بـ النسبة لـ محمد فـ قبل فترة زارنا و طلب يدك من ابوي ، لكن ابوي رفض بـ حجت انه يشوف محمد نفس ولده و ما راح يعطي بنته لـ احد بـ مثابة ولده .. تنهد بـ ثقل و كمل كلامه : بعد ما حاول مع ابوي كثير طلع محمد من البيت بـ ضيقة لـ رفض ابوي ، و تقريبًا بعد ما مرّ يومين .. وصلنا خبر وفاته ..
توجهوا لـ السيارة بـ طلب من ذكرى بعد ما عرفت بـ وفاة محمد ، تحس الدنيا فجأه أظلمت عليها ، ما تنكر انها تحبه من اعماقها مو بس بحث عن اهتمام .. فرحت من عرفت انه تكلم مع ابوها حتّى يخطبها لكنّ آلمها قلّبها من فجعت وفاته .
كان الصمت سيد الموقف هذي المره ، أفكارها تبعثرت تفكر في كلام فهد . بعد خروج محمد من عند ابوها توجه لـ مكان ما عرفوا الا انه مُشابه لـ الصحراء و تُقام فيه سباقات غير قانونية .. بعد ما تسابق اكثر من سبع مرات بـ شكل متواصل اعلن عن انسحابه و أنه راجع لـ البيت ، و كان يبدو ان الكل يعرف محمد علّى انه احد الأوائل الثلاثة ، بعد يوم من خروجه وجوّدوا سيارته في البر و ما فيها احد ، و بلغ احد اخوياه عن فقدانهم لـ محمد .
بعد بحث مستمر اكتشفوا انه صار له حادث بعد ما نزل من سيارته و ان الشخص الي صدمه اخذه لـ المستشفى و توفى هنا بسبب الإصابة في منطقه حيوية .. نزلتّ دمعتها بـ أسى ، كيف يصير له كل هذا و هي كان مقفل عليها بـ غرفتها ، لآمت نفسهّا و أنها السبب بـ حدوث هذا الحادث له .
وصلوا لـ البيت و نزلت بعد ما أخذت لها نفس تستعد لـ مُقابلة امها ، دخلت البيت و كان نفس ما توقعت ان امها جالسه تنتظرها ترجع حتّى تسمعها كلام يسمّ الروح ، زفرت بـ قلة حيلة ما لها الا انها تستمع لها بـ هاللحظة فـ هي مالها قوة بـ التكلم معها .. قربت سلمى من ذكرى بـ غضب و ما إن استعدّت لـ نطق كلماتها ، وصلها صوت سلطان يحذرها من نطق كلمة وحده عن ذكرى .
ما إن سمعت ابوها يوقّف امها ، أنقبض قلّبها أكثر فـ هي ما هي مستعده تواجهه ابوها بعّد فعّلتها و كلامها معه ، توجهت لـ غرفتها بسرعة ، فكت عباتها و توجهت لـ دورة المياة « يكـرم القـارئ » غسلت وجّهها بـ موية باردة و جلست علّى الأرض بـ ألم ، بدأت تضرب علّى صدرها آمِله أن يهدء .. بدأ صدّرها يعلوا و يهبط بـ ثقل علّى جسّدها ، قلّبها خانها هالمرة ولا صمد علّى هالألم فـ سالت دموعها و أخذت مجراها لـ نهاية فكّها ، اعتلّى صوّت شهقاتها .. وضعّت يدها علّى ثغرها تمنع فاهها مِن إصدار صوت ، لكّن يبدو ان لا شيء في صفِها هذا اليوم فـ بدأ جسّدها الهش بـ الإرتجاف و صوّت بكائها يصدح في الغرفة حتّى بدأ يصعّب عليّها التنفس .
وصّل لـ مسامعها صوّت طرق الباب ، مسحّت دموعها المُنسابه علّى خديها بسرعة و فتّحت الباب لـ ترى والدها و فهد عند الباب ، أبتسم بـ حزن عندما رأى عيناها الحمراوتين و أردف : تسمحين لي اتكلم معك ! .
هزّت راسها فـ هي مالها حق بـ الرفض ، لفّ جهة فهد حتّى يروح ، أغلّق الباب و تقدم لـ داخل غرفتها تحديدًا عند سريرها ، جلس بـ إرهاق واضح علّى محياه ، رفّع راسه و أشار لها بـ الجلوس جواره .
تقدّمت و جلست نفس ما طلب منها ، مسك كفّها بـ حنيه و أردف : شلونك ي روح ابوك؟ .
هزّت راسها و لازالت شهقاتها تتمرد من نحرِها ، مسح علّى ظهر يدها ولا زال يطمنها بـ ان مهما سوت راح يبقى جنّبها و ياخذ بـ كلامها ، أبتسمت بـ حزن و ندم ، ترددت لِـ لحظة في التحدث لكنّ أنهمرت دموعها أكثّر لما بدأ يمسح علّى ظهرها و يقرأ الفاتحة بـ همس يصل لـ مسامعها .
زفرت بـ ثقل من بيّن دموعها لكنّ كلامّ سلطان جبر خاطرها : لاا تزعلين ي بنتي ولا تكدرين خاطرك ، كل ساقِ سيسقى بما سقى ربي ما يظلم احد ، لا تخلين كلامهم يأثر عليك و خليك قوية فـ انتِ بنت سلطان ، خلّيك شامخه بكل حالاتك ولا تورينهم حزنك .. فـ الدنيا دواره و كل شخص راح يتجازى علّى فعلته ، تذكري ان ربي يُمهل ولا يُهمل و بإذن الله راح يجبر بـ خاطرك .
اعتلّى صوت بكائِها فـ هي في حاله لا تُحسد عليّها ، حضنها و طبطب علّى ظهرها آمِلًا تخفيف حُزنها ، شدّت علّى حضن والدها فـ هو أمانها و درعها ، هي ضعيفه قدامه مهما حاولت أنها تستقوي الا أنه يكتشف رقّتها المخفيّة داخل هذي الشخصية الحازمة ..

يا فاتنة الرُوح،  رُدي لي رُوحي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن