Part : 17

194 9 8
                                    

سبحـان الله وبحمـده.
سبحـان الله العظيـم.
اللهـم صـلِ وسلـم علّـى نبينـا محمـد.
.
.
كانت أنظاره تحكي عن التعب و الالم ، يتردد علّى ذهنه كلام الناس و ان هالتبغ يريح القلب و يزيل الهمّ ، قلبها بـ يده يمين و يسار .
تعوذ من الشيطان و رماها علّى جنب ، شغل سيارته متجه لـ مقهى يحمل جميع ذكرياته .. و بعد 10 دقايق اخذ له موقف و نزل لـ طاولته المُعتادة مع صديقه و سنده بدر .
تجول انظارة بـ كل زاوية من المقهى ، تتدفق الذكريات و صوت الضحكات و المناقر بينهم ، إبتلع ريقة بـ صعوبة و الم مُحزن ، تلثم بـ شماغه وهو مسند ظهره علّى الكرسي و انظاره على الطاولة حتى وصل لـ مسامعه صوت رقيق و مألوف عليه .
رفع أنظاره و وقعت عينه على فتاة جالسه في الطاولة الخارجية تتكلم مع رجل ، استقرّت عيونه علّى طاولتهم يراقبهم بِـ صمت ، و استنتج من تصرفات تلك الفتاة ان الرجل يمدحها و يتغزل بها .
زفّر مو ناقصه تصرفاتهم الي توجع قلبه لـ سبب مجهول ، استقام متوجه لـ الكاشير حتى يدفع لكن ارتطم جسّده بِـ فتاة غريبة  .
رفّعت أنظارها ناويه تعاتب المتسبب لكن تصنمّت في مكانها من الشخص الي قدامها .
اما هو فـ كان علّى استعداد لـ التفاهم لكن اقتلبت ملامح وجهه من صادف ترف تِلك التب سلبة قلبه بِـ هذا المكان ، اشتدّ غضبه بعد ما طاحت عينه علّى الرجل الخائف عليها و يمسكها من يدها .
عقد حواجبة بـ غضب شديد و كأنه وجد الشخص الي يفرغ عليه تراكماته ، رفعها من رسغها بـ قوة و اشتدت يده عليها ، اعمته الغيرة و العصبية و صار ما يشوف الي حوله شيء .
فتح باب السيارة الخلفي و رماها ، شغل سيارته و اتجه الى بيت جدها دون السماع لِـ تبريراتها .. ما إن وصّل جرها من معصمها الى داخل البيت و بـ صوت حاد مليء بِـ الغضب و الخذلان : يببه ، عم مساعد !! .
اقشعرّت أبدانهم من صوته الحاد و الخشن ، طلعوا العيال بسرعة متوجهين لـ الصاله و ما إن شافوا ترف غضوا بصرهم ، اردف واحد من العيال بـ همس : شكله صاير شيء كايد .
تقدم رواف و هو يعدل غترته ، اردف بـ حدّه هادية : سعد ما يعصب الا وهو صاير شيء غلط فـ افضل لك ابلع السانك و اسكت ي احمد .
وصل الجد و العم مساعد و زوجته نرجس ، استغربوا سبب بُكاء ترف و عصبية سعد الواضحه ، تقدم الجد و اردف : عساه خير وش بلاك ي سعد ؟ .
سحبها بـ قوة و وقفها قدام الجد و البقية ، يحس راسه شوي و ينفجر من العصبية و اردف : هو فيه خير بـ مقابل هالوجه الـ ** !! .
مسح الجد علّى وجهه بـ صدمة ، سند يدينه علّى عكازه بـ ثقل و رفع عينه علّى ترف : أنطقي وش مسويه !! هذا الي فالحه به بس بكئ ، انطقي يا لي منب قايل انطقي !! .
تعالت صوت شهقاتها بـ خوف و هي تهزّ راسها محاوله النطق .
رماها بـ الارض و عيونه تتنكب شوفتها ، أبتسم أبتسامه خفيفة بـ كسره و حسره تتأكل قلبه : وش ما سوت !! طالعة مع واحد ي يبه طالعة مع واحد مهب محرم لها ، طالعه مع واحد ما يسوى و هي على ذمتي ! ياليتها اكتفت بـ كذا ، يبه انكتبت عند ربي انها رْانية !! الرجال يتغزل بها و هي ما شاء الله تضحك و تبتسم بـ حياء !! .
شد علّى قبضة يده بـ حسرة ، يحاول يثبت نفسه و يوزن نبرة صوته بـ حيث ما يوضح تأثره و كل هذا تحت أنظار العيال ، عدل شماغه بـ هدوء و صد بـ ظهره عنها متوجه لـ سيارته ، أردف و قلبه قاعد يتأكل من القهر : انتِ طالق بـ الثلاث و ورقتك توصلك ! .
سكر الباب خلفه و بسرعة ركب سيارته و حرك لـ وجهه مجهولة ، يحس بـ جمره علّى قلبه هو حزن .. خذلان .. إنكسار .. فقد .. يحس كل الدنيا واقفه ضده ، وفاة بدر ، الضيقة الي ساكنه قلبه ، خيانة زوجتة و حبيبته .. الانسانه الي عطاها قلبه بـ طبق من ذهب و رجعته محروق و مقهور !! .
شيء مكبوت داخله الود وده يصرخ بس شيء مانعه ، شيء ماسك فمه و حنجرته من التفوه بِـ حرف واحد .
شغل القرآن و سارت بِه رُوحه و عقله الى مكان شبه مهجور ، نزّل العزبه و الحطب ، جلس مع إبريق الشاهي و ما يسمع في المكان الا صوت شبت الضو .
فكّ لثمت شماغه و أخذ ياخذ شهيق و زفير و يذكّر ربه بـ ضيقة ، رفّع راسه لـ السماء و بـ عجز ما نطق ثغرة الا بِـ مُناجات و إنكسار .. و كأنه طفل تائهه يبحث عن ملاذه الوحيد و ينطق بِـ كلمة و اسم واحد : ي ربِ ، ي ملاذي ، ي خالقي ، ي رحمن ، ي لطيف ، ي خالق السماوات و الارض ، اللهم انت تعلم ولا اعلم و تقدر ولا اقدر ، اللهم أجبر قلبيّ و صبّرني ، اللهم انت اعلم بما هو خيرٌ لي .
انفتح القُفل و فاضت مشاعره ، ضاق عليها صدره و لم يستطع كبتّ المزيد من هذا الألم ، شعور الفقد و شعور الخذلان يسلبان الرُوح و العقل ، استقام بـ ثقل متوزع في انحاء جسّده و اكثر ما تعرّض لـ الألم هي روحه .
فتح المويه و بدأ بـ الوضوء ، و يذكر الشهادة بـ صعوبة بالغه ، اتجه إلى سجادته و بدأ بِـ صلاة الوتر .. انهار جسّده و لكنّه ألتجئ إلى خالقه يشكو له الحال و يرتجي رحمته و من ثقّل حاله و محاولته الوقوف الا أنّ قدميه ما استطاعت حمله ..
بدأ بِـ الدعاء ..
و مُناجات ربه ..
و الإلحاح ..
إنهمرت دموعه و هذا ليس خطأ !! خوفه و حبه و ألتجائه الى الله ، بكائه و هو بين يديّ الرحمن كانت بِـ مثابة النعمة له ! .

يا فاتنة الرُوح،  رُدي لي رُوحي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن