الفصل الرابع
جلست على أقرب مقعد من الرخام في أحد الحدائق كي أرتاح قليلا و الحديقة كانت خالية في هذا الوقت المتأخر إلاَّ من بعض الشباب الموجود هنا وهناك
لا يهمني هذا سأرتاح قيلا ثم أعود للمنزل.-قلت في نفسي- حتى سمعت رنة هاتفي-
"أوووه"...
"أين ذلك الهاتف؟ولكن لما يداي ترتعشان هكذا!؟"
"هل أنا خائفة!؟..لا طبعًا....ولما أخاف ليس هناك مايدعي للخوف"-رحت أُصَّبر نفسي -
"وأخيرًا وجدته"
تزامنَ رفع الهاتف مع قدوم أحد الشباب الموجود في الحديقة نحوي
"ألو نعم يا بابا" ....
"لالا تقلق أنا بخير ......أنا أرتاح قليلا في الحديقة لا تقلق سوف أعود حالًا"
"آنستي لا يجب عليك المكوث هنا طويلا هذا خطر عليك"
راح الشاب والذي قدم نحوي يكلمني:
"حسنًا...حسنًا سوف أغادر....لا يابابا لا تقلق ليس هناك شيء إنه شاب أتى ليحذرني وبوجوب المغادرة من هذا المكان..لا تقلق"
"شكرًا لك كثيرًا سوف أغادر على الفور"
شكرتُ الشَّاب على مسامع بابا الذي كان معي على الهاتف وأبى أن يغلق الخط حتى أغادر سالمة المكان ،وبقي معي حتى ركبت الحافلة والعودة إلى المنزل
************************
"لا لالا..تراجع سيدي ،ذاك الشاب تقدم نحوها ليحذرها فقط ،كنت هناك فور تقدم الشاب نحوها وسمعت كل شيئ ،حتى إنها كانت تكلم والدها في الهاتف....لا تقلق"
"تلك الغبية ،لن تتعلم حتى يحدث شيئ لها لا سمح الله"
" إذهب أنت وموعدك غدًا صباحًا سأكمل أنا "
"حسنًا سيدي تصبح على الخير"
بعد ذهاب تامر المكلف بمراقبتها ،ركبت سيارتي التي تركتها مفتوحة عند هروعي لنجدتها فور إغلاق الهاتف مع تامر والذي تزامن كلامي معه لحظة ماحدث ،ولو لم يوقفني لكانت رأتني دون أن أعمل حساب لهذا الموقف.
إنطلقت بسيارتي خلف الحافلة التي ركبتها متجهة للوجهة التي طالما هربت منها ولم أعد إليها بعد وفاة والدتي ،حان وقت العودة قلت في نفسي
ركنت سيارتي بعيدًا عن الحي وبقيت فيها أراقبها من بعيد عند نزولها وتوجهها لحينا ،أما أنا فضلت البقاء حتى يعم الظلام كليًا كي لا يعرفني أحد.
عند حلول الظلام وخلو الحي من الناس إلا القليل الموجود هنا وهناك ،ترجلت من سيارتي متوجها إلى بيتي
رفعت ياقة سترتي ومشيت حذرًا متجنبًا الناس حتى لا يعرفني أحد حتى وصلت أول الشارع وعند باب بيتي أخرجت المفتاح من جيبي وأدخلته في الباب، عند سماع أول تكة المفتاح أثناء إنفتاحه شعرت شيئًا بداخلي يُفتح معه وكأني أفتحُ على جراحي التي طالما حاولت غلقها وتجنبها ....