الفصل الثاني:
بعد إنتهاء الحفل أخذت العروس بيدها تحت أنظار وتصفيقات الحاضرين خرجنا من القاعة متجهين إلى المصعد وأول ما أغلق المصعد بابه حطت عيناي على أيدينا المتشابكة وكأننا حبيبين والسعادة تكاد تفيض منا نفضتها على الفور تحت انظارها الغير متفاجئة من تصرفي وعند إنفتاح الباب كنت أول الخارجين مهرولاً وكأنني أهرب من شيء ما وصلت للباب الجناح فتحته ودخلت وهي تتبعني،أول مادخلت لفت إنتباهي الجناح بزينته التي أعطت طابعًا رومنسيًا بالورود والقلوب الحمراء والشموع على الطاولة المملوءة بأشهى الطعام، أغمضت عيني أتخيلها هنا أمامي بجمالها وخجلها المعهود تحلق هنا وهناك كفراشة رقيقة...
آه....هويت على الأريكة كما تسقط العرائس إذا قطعت حبالها
أخرجني من عالمي صوتها وهي واقفة عند باب الجناح تسأل ماذا تفعل
"أدخلي وأغلقي الباب خلفك" _خاطبتها_
نظرتُ إليها بزينتها وثوبها الأبيض كانت جميلة جدًا وتغري أي شخص إلا أنا فعيناي لا ترى سوى معذبتي وابنة قلبي وكأنها مطبوعة فيها إلى الأزل تقدمت نحوي وقالت:
"سأدخل الغرفة لأغير ملابسي ....دقائق وأكون جاهزة"
هززت رأسي بنعم دون كلام وغادرت من أمامي
أين أنا لا أريد البقاء هنا أريد الفرار من هذا.... أريد الذهاب لمكان لا يوجود فيه أحد أنعي جراحي التي سببتها لي ولها........آه يارؤى
***********-
أهيم في الشوارع دون وجهة محددة بعد خروجي من القاعة وهل دخلت حتى خرجت منها وقفت عند الباب فقط أراقب بعيني وهو يلبسها الخاتم ويطعمها من التورتة تحت تصفيقات وأهازيج الحضور ،لم أحس بنزول دموعي إلا عندما تشوشت الرؤيا أمامي
كان هناك خيط رفيع من أمل للعودة وإنقطع ....
رحت أشد سترتي الخفيفة علي جسدي من البرد الذي أكتسح عظامي مع أن الجو دافئ....
إنها الوحدة التي أشعر بهاهي من تغلغلت بداخلي وليس البرد، تشوشت الرؤية أمامي بصورة ضبابية ليس بسبب الدموع فقط بل بسبب نزول ضغطي من خبرتي الطويلة عرفت هذا .....
"هل سيغمى علي؟".....لالا.....لا أريد أن يحدث هذا لا أريد هذا الضعف المخزي
واصلت طريقي إلى البيت مشيًا على الأقدام رغم بٌعد المسافة ،عند وصولي للحي كان يجب علي أن أمر أمام بيت أمجد قبل الوصول لبيتي حيث بيتهم يكون أول الشارع يليه بيتنا ما يفصلهم سوى الحديقة الصغيرة التي كنا نقضي جُلىَّ أوقاتنا فيها أنا وأمجد و البيت كان مغلق لا حياة فيه الا من أصوات وأطياف الذكريات التي أعادتني إلى أحلى أيام عشتها في حياتي