الفصل الثالث عشر
ألقيت السلام على الموجودين بعد مادخلت وتوجهت أنظاري ناحيت المنتسبين الجدد أبحث عنها حتى وجدتها خلف الحضور إذ حبيبتي لا تحب الظهور أو تكون محطة أنظار الناس دائما كانت خجولة وتتدارى عن الناس ولا زالت،إتجهت ناحية المشرفين بعدها وأخذت منهم ملف الأسماء التي كنت قد حضرتها من قبل وقد قسمت المنتسبين إلى مجموعات ،بعدها ألقيت كلمة ترحيب على الموجودين.
"مرحبا بكم في شركتنا التي ستكون شركتكم انتم أيضا والتي من خلالها ستظهرون أفضل ماعندكم وأرجو أن لا تقصرو في ذلك إذ هي لن تقصر معكم وستدربكم على أكمل وجه لذا هي إختارتكم وانتم من المتفوقين الأوائل حسب شهاداتكم ...."
التفت نظري وأنا القي كلمتي هذه حبيبتي وهي مرفوعة الرأس بعد ماكانت مطأطاة عندما دخلت ،رأيتها ترفعه بكل إعتزاز وعزيمة لم أعهدها فيها من قبل ،هكذا أريدك وهذا ما أسعى إليه أن تنفضي ذاك الهوان الذي زرعته فيك دون قصد وتواجهي اي شيئ بكل ثقة وعزيمة،أكملت كلمتي بعد ما توقفت لبرهة.
"حسنا الآن ستقسمون إلى مجموعات وكل مجموعة يكون عليها مشرف من أكفاء الشركة التي ختارتهم لكم بعناية حتى يتسنى لكم التدريب تحت إشرافهم لمدة ثلاثة أشهر وبعدها سيكون لكل واحد منكم عمل حسب تخصصه ومدى تفوقه في التدريبات ،وأي إستفسار أو سؤال مكتبي مفتوح لكم فلا تترددوا في اللجوء إلي وبالتوفيق للجميع".
*********************
كنت أصغي بإنتباه كل كلمة يقولها وإلتقت أعيننا مع بعض دون أن أزحزحها أو أتوارَى كعادتي السابقة ولكن قلبي لم ينفك أن يقرع طبول الاشتياق والحنين حيث ذاكرتي سافرت بي الى أيام الطفولة التي قضيناها مع بعض وطريقة كلامه هذه ذكرتني في طريقة شرحه لي الدروس أيامها ولكن وقتها كان يغلب عليها الحنية والرفق أكثر من الآن ،وقد غلبها ليست القسوة ولكن الشدة في كلامه وإن شعرت للحظة حاولت إدراجه للحنية وقد غلبته عند إلتقاء مقلتينا ببعض ولكن سيطر عليها هذا ماشعرته ولا أدري إن كان إحساسي في محله أو مجرد أوهام.
رُحت أنفض عني ذاك الإحساس إذ لا أريد أبدا أن أنساق وراء تلك الأوهام حتى لا أتأمل أكثر فما ولى لن يعود أبدا ،حتى سمعت مي تكلمني وهي تنظر ناحيته.
"أنظري إليه ..يا إلهي كم هو وسيم،ياترى هل هو متزوج أو أعزب؟.إنتظري حتى أتأكد لا لايرتدي خاتم الزواج يعني هو ليس متزوج...."
"لا هو متزوج"
قاطعتها دون أن أنتبه لما أقول حتى راحت الأسئلة تنهال علي من طرفها
"وكيف علمتي أنه متزوج؟ هاأعترفي هل تعرفينه وأنا لا أعلم ؟ هيا تكلمي"
صمتُ صمتَ الأصم ولم أعرف كيف أرد على أسئلتها تلك،وهل أقول لها نعم أعرف وقد حضرت زفافه، وأعرفه معرفة الحبيبة لحبيبها ،والمعشوق لمعشوقه ،والساكن لمسكنه ،وأنه لا يرتدي الخواتم ولا يحبها ووقت كنا نتشاجر عنها لا أكلمه حتى يصالحني بعذب الكلام وأني عشقه الأبدي وليس الخاتم مايدل على عشقه لي ...
آه يا مي أين أخذتني، أحاول جاهدة أن لا تزورني تلك الذكريات التي لا أستطيع محوها من ذاكرتي ولكن على الاقل لا أدعها تجتاحني ويجتاحني الحنين إليها، يكفني قرع طبول قلبي لحظة رؤياه ولا أدع عيناي تغرق في بحر الدموع بصعوبة بالغة....
لم أنتبه أنه إنتهى من كلمته وغادر رغم أني تابعته في كل كلمة قالها وكل وحركة صدرت منه،حتى سمعنا يُنادى بأسماء الحضور وكلٌ لمجموعته.
"يارب نكون في مجموعة واحدة يا رؤى"
هذا ماتمنته مي وقد حصل بالفعل لم نمكث طويلا حتى سمعنا ينادى بأسمائنا أنا وهي في مجموعة واحدة تحت إشراف مدرب إسمه الأستاذ طارق هكذا راح يعرف بنفسه لنا وبعدها إنتهى الإجتماع لموعد الغد كي نلتحق بالمجموعة للتدريب المباشر
*******************
خرجنا انا ومي من القاعة متجهين للخارج الشركة كي نعود للبيت لموعد الغد حتى سمعتها تقول
"إنتظريني هنا يا رؤى سأذهب للحمام وأعود بسرعة "
"حسنا هيا إذهبي ستجدينني أنتظرك أمام الشركة في الخارج".
توجهت لخارج الشركة بعد ما ذهبت مي إذ لم أطق البقاء أكثر وأردت إستنشاق الهواء النقي مبددة به تلك المشاعر التي إجتاحتني حتى سمعت الأستاذ تامر شقيق مي والذي التقيت به فور خروجي من باب الشركة يكلمني ويسأل عنها ويسأل هل إنتهينا
أخبرته أننا انتهينا ومي سوف تأتي بعد قليل ،بعدها تركني وقال انه ينتظرنا في السيارة حتى يقلنا للبيت.
***********************
بعد ماتركت رؤى متوجه للحمام إصطدمت بشيئ ضخم وصلب كالصخرة لم أعرف ماهية هذا الشيء في الأول حتى رفعت رأسي متؤوهة من أثر الاصطدام ورأيت هذا الشخص الذي أمامي
راح الغضب يتملكني كيف يصدم بي إذ هو ضخم وطويل هكذا ويمكنك رؤية من العالي كالجبل وأنا القصيرة لا أرى سوى تحت قدماي
"هااي أنت الا ترى أمامك وانت طويل هكذا كدت تسحقني كالنملة؟!!!"
"هااا نملة !!!!!!! بل..... فراشة!!!!"
"وأخيراوجدتك."
نهاية الفصل،قراءة سعيدة