الفصل العاشر
مر أسبوع على تلك الحادثة وهاهو اليوم الذي سيتم إعلان فيه عن الفائزين الذين سينضمون إلى الشركة بعد ماتفحصت بنفسي كل ملفاتهم واحدا تلوى الآخر مع اللجنة المخصصة منشغلا بها طوال الأسبوع حتى لا أظلم أحدا وهاربا من أفكاري التي لم تكن تدعني حتى في عز إنشغالي مؤنبة لي ضميري على ماحصل لولا إطمئناني عليها من تامر حارسها وهو من أخته مي التي لم تتركها يوما واحدا لأصابني الجنون وتهورت وركضت إليها ضاربا عرض الحائط كل الخطط التي رسمتها والتي تصب في مصلحتها أكيد ليس لي نية ولو القليل أن أسبب لها أي حزن أو كدر ....كنت سارحًا مع أفكاري كالعادة ولم أسمع الموظف وهو يدق على باب مكتبي حتى فتح من طرف عمار منبهًا علي أن الموظف ينتظر القائمة النهائية حتى يعلم الفائزين بقبولهم في الشركة.
سلمتها له بعد مازينتها بإسمها مستحقة الفوز وليس فضلا مني أو من أي أحد.
رفعت سماعتي بعدماخرج عمار مطمئنًا علي كعادته الأخيرة بعد ماحصل متصلاً ب تامر حتى أخبره بنجاح أخته وكي تذهب لترى ردة فعل رؤى بنجاحها أغلقت الهاتف منقبض القلب خائف من ردت فعلها والتساؤل يملئني عن قرارها
.
***************
أكاد أطير من الفرح وها أنا أغني وارقص في بيتنا تحت أنظار أمي والفرحة بادية على وجهها مع دموعها المنهمرة كعادتها بعد ما هاتفني أخي يبشرني بقبولي في الشركة وقد تزامنت مع الرسالة التي بعثت من طرفهم ولأجهز نفسي حتى يأتي ويأخذني عند رؤى كي أرى ردت فعلها وعلى ماتنوي رغم تحسنها وعودتها لسابق عهدها دون أن تخبرني بماحصل يومها مع علمي به لكن كنت أود أن تفضفض لي هي رغم معرفتنا القصيرة إذ لم نتكلم أبدا عن هذا الموضوع أو تلمح لأي شيئ وانا بنفسي لم اتطرق له خائفة أن تنتكس مجددا ولا أعلم هل ستواصل المشوار أم ستسلم وتنزع الفكرة من رأسها.
خرجت من البيت بعد ماجهزت نفسي كي يوصلني أخي رؤى وهانحن في السيارة متجهين إليها وحديثنا كله يصب عنها وما يمكن أن تكون ردة فعلها بعد علمها بقبولها في الشركة
"لا أعلم ياخي طوال هذا الأسبوع لم تلمح لشيئ وأنا بدوري لم اتطرق له أبدا كنت منتظرة أن تخبرني أو تصارحني على الأقل بما تنوي لم أنتظر منها أن تحكي كل شيئ لقصر مدة تعارفنا وهي فتاة كتومة جدا حتى والديها لم تخبرهم بشيئ هذا ماعلمته منهما"
"لا تقلقي صغيرتي هذا أن دل على شيئ فسيدل على مدى قوتها ومدى تحملها ستكون بخير مهما كان قرارها هذا مأشعره...حتى السيد أمجد كان لا يبدو بخير طوال هذا الأسبوع "
"أخي دعنا منهما الآن..قولي فقط لماذا تناديه بالسيد وهو صديقك وكان زميلا لك في الدراسة وحتى هو لا يعاملك كموظف عنده بل كصديق هذا مارأيته بنفسي"
"أعلم هذا وللامانة لم يشعرني يوما أنه السيدٌ علي ،ولكن كلٌ شخصٍ بمقامه انظري اليه هو أين وأنا أين حتى عيب أمام الموظفين "
"أنت أرفع من أي شخص مهما كان بمركزه أخي يكفي ماضحيته في حياتك من أجلنا وسيكون لك مستقبل كبير هذا ليس كلام فقط بل هي الحقيقة بعد مانويت إكمال دراستك"
بكلامها هاذ أعادتني إلى الوراء كأني ركبت آلة الزمن إلى فترة من حياتي لن أنساها ماحييت ذاك الفتى صاحب الثاني عشر من عمره الناجح في دراسته العائد للبيت والفرحة البادية عليه لنجاحه في كل المواد التي إمتحن فيها حيث كان من الأوائل في قسمه وتحت تصفيقات التلاميذ كان يكرم بعد ما صرحت الاستاذه عن النتائج الأخير للامتحانات.
عدت للبيت وقتها حيث كانت تنتظرني الفاجعة الكبرى بوفاة والدي الذي سقط من البناية العالية التي كان يعمل فيها بَنَّاء بعد مااخذوه للمستشفى ليطلق أنفاسه الأخيرة بعدها ،أخذوه للبيت حيث كان ممدد على الأرض وأمي التي كانت تنتحب وتبكي عند رأسه وأختي الصغيرة جالسة أمامها لا تفهم شيئ مما يحدث حولها والناس المتجمهرة أمام البيت التي قابلتي عند وصولي حيث ركضت مسرعا إلى الداخل لافاجئ بذاك المنظر المرسخ في ذهني لن يمحى منه ماحييت ومنه تغيرت حياتي كلها وتبددت كل طموحاتي والمستقبل الذي كان في إنتطاري ذهب بدوني ولم يعد.
لم أدرك أني وصلت للمكان المطلوب وتجاوزته بقليل حتى سمعت أختي تنبهني عليه،عدت قليلا إلى الوراء بالسيارة حيث نزلت أختي منبها عليها أن تعود للبيت مبكرا لأني لن أعود لأقلها لنشغالي في عملي
*********************
نزلت من السيارة متوجهة لبيت رؤى بعد ما اوصلني أخي ،وها أنا أدق الجرس حتى فتح فجأة من الخالة أم رؤى لتخضني بتصرفها هذا....
"يا إلهي لقد أفزعتني خالتي".
"لا تفزعي عزيزتي هذه انا رأيت سيارة أخيك من النافذة ونزولك منها فأردت أن أسبق وأراك حتى أسألك هل هناك جديد في مايخص رؤى والعمل،لأني غير مطمئنة أبدا لسكوتها هاذ وخائفة مما تنوي"
"حسنا لا تبكي خالتي...في الحقيقة ليس عندي خبر فيما يخصها أتيت لأبشرها أني قد قبلت في الشركة و أتيت لأسالها إن أرسلوا لها هي أيضا رسالة تعلمها بقبولها في الشركة أو لا"
"لالا... لاأعلم....لم أسألها ولم تخبرني هي بشيئ"
"حسنا سأدخل إليها وأستعلم منها"
دخلت وتركت خالتي تكلم نفسها بعد إستجوبتني كعادتها كل يوم بعد تحايل منها وتذرف الدموع كي تستعطفني وأنا اتجاوب معها إذ لا يوجد أي أسرار قد أخفيها عنها فقط لا تعلم بعلاقتي انا وأخي بالسيد أمجد واني أعلم بقبولها من الشركة.
دخلت لغرفة رؤى حيث وجدتها مستلقية على فراشها وهي في دنيا غير الدنيا رحت ازف لها خبر قبولي في الشركة وأسألها إن قبلت هي أيضا وكانت ردة فعلها أعجب من العجب حيث نظرت لي وقالت بكل برود "نعم قد قبلت ،حسنا يجب نجهز أنفسنا ونشتري مايلزم من السوق ،مارأيك هل غدا مناسب لك للذهاب للسوق؟"
راحت تسألني تحت ذهولي من ردة فعلها....ماذا؟!!....نشتري ...وسوق...ماذا تقول هذه ؟.
نهاية الفصل،قراءة ممتعة