الفصل الاول:
قاعة حفلات معازيم وأغاني ورقص نفس المشهد يتكرر أمامي الفرق الوحيد أني أنا العريس اليوم وفي السابق كانت هي العروس ،أجل حضرت زفاف حبيبتي وابنة قلبي التي ترعرعت على يدِي وكبرت أمام عيني ، كنت أنا من أوْصَلهَا لمدرستها أول مرة وكل مرة فقد تررعنا معًا بحكم الجوار وعشنا معًا طفولتنا ومراهقتنا وشبابنا معا ولكني دخلت العسكرية وغبت عنها بوعد أن تنتظرني، تركتها أمانةً عند أهلها لأستردها عند خروجي،ولكن خروجي من الخدمة صادفة أكبر ضربة موجعة لي لم أكن لاتوقعها في حياتي
يومها رجعت ركضًا فرحًا لحينا ذهبت مباشرة لمنزلها لأفاجئها غير اني أنا الذي تفاجئ من الأجواء التي كانت في البيت عرفت وياليتني ماعرفت ولا خرجت أصلاً ذهبت إلى مكاننا المفضل وراء بيتنا متذكرًا أوقاتنا معًا حتى أتاني أحدهم يواسيني ويطبطب علي وأرغمته أن يدلني على القاعة وحال قلبي يصرخ...... لا لا......لا تقول
ركضت ركضًا بعد أن دلّني على القاعة ورأيتها تمنيت لو كنت أعمى ولم أرَ ذلك المشهد وهي تزف لآخر مشهد راسخ في ذهني ولن يمحى ماحييت
في لحظة إلتقت مقلتينا عزلتنا عن العالم ومن حولنا والدمع يتأجج في عينيها وحال عيني تسأل بدل لساني ..لماذا؟....أين عهدنا؟
أخفضت عينيها خجلاً وندمًا...،وحال وجوه الناس من حولنا تملؤها الشفقة والحسرة على حالي ...الوداع حبيبتي...الوداع يومها وهذا اليوم وإلى الأبد....فقد أخترت طريقي مثل ما أخترت طريقك،وطرقنا لن تلتقي ابدًا
**************
-بعد مرور عام
ها أنت تعيد نفس المشهد : لماذا اخترت نفس القاعة هل لتعذبني أو لتعذب نفسك، في كِلىَ الحالتين قد نجحت والذنب ليس ذنبك ولا ذنبي انه القدر يا.....لا لا استطيع قولها بعد الآن كما لا أستطيع الإقتراب منك كما فعلت انت يوم زفافي لأني لا أملك جرأتك ولا شجاعتك أتيت لأبشرك وكلي أمل للعودة وها أنا أراقبك وانت تزَّفُ إلى أخرى .....
إنه النصيب وآه من النصيب الذي يفرقنا للمرة الثانية بعد أن أصبحت حرة ها أنت ترتبط.
كنت وسأبقى فتاة مغلوب على أمرها يحركها القدر كيف ماشاء ،حياتي ليست بيدي ولم يكن لي رأي في أبسط الأمور منذ صغري فتحت عيني عليه رأيت وتعلمت الأشياء على يديه وكنت أستشيره في كل كبيرة وصغيرة تخصني فإن قال لا تفعلي لا أفعل وإن قال بلى أفعل وأنا مغمضة العينين، قد أظهر لكم عديمة الشخصية ولكن هذا ماتررعت وشببت عليه
حتى أتى ذلك اليوم المشؤوم وتلاه الشؤم على حياتي كلها ،أتى ليودعني لدخوله الخدمة العسكرية آنذاك وأخذ مني وعدًا أني سأنتظره وكنت على وعدي في إنتظاره ...
و أتى يوم مشؤوم آخر بقدوم خاطب لي ، أتتني أمي لتنبئني بالخبر السعيد على حد قولها هي أتتني لتعلمني لا لتستشيرني ومنذ متى يؤخذ برأيي فالعريس لا يمكن رفضه بماله ومركزه لا توجد فتاة عاقلة ترفضه هذا رأي والداي ليس رأيي .
رفضت رفضًا قاطعًا ودخلت المستشفى بعد أن تدهورت صحتي لقلة الطعام وهُم على دراية بعلاقتي به وكيف لا وقد طلبني منهم قبل ذهابه وأخذ وعدٌ منهم ولكن العريس الجديد أغراهم بماله ومنصبه وهو ليس له مال ولا منصب أصلا متى يستطيع تكوين نفسه على حد تعبيرهم .
فكرت في كل الحلول الهروب حتى الإنتحار فكرت فيه وهل أستطيع فعلها لا تربيتي ولا ديني يسمح لي بذلك فقد تربيت علي يديه قبل والدي لا أستطيع فعل ذلك .
إستسلمت لمصيري بعد أن أغلقت كل الحلول أبوابها في وجهي أستسلمت متمنيةً لي وله أن يعوضنا الله أحسن تعويض .....
وها أنا أودعك للمرة الثانية .....الوداع
نهاية الفصل ،قراءة ممتعة