الفصل الثاني عشر

65 5 2
                                    

الفصل الثاني عشر

أجلس وراء مكتبي وعلى كرسي كنت ممد رأسي إلى الخلف أسترجع ذاك المشهد الذي رأيته وأي مشهد، حبيبتي كانت على خطوات مني لو مددت يدي لامسكتها من ذراعها وضممتها إلى صدري.

كنت واقف أتأملها من الخلف ولم ترني ولم أرى غيرها أنا إذ كل العالم مختفي في حضورها ولا تسعني الدنيا من فرحتي ،فرحة إنظمامها للشركة وفرحة تجاوزها المرحلة الأولى والتقدم للأمام بكل عزم وإرادة ،هكذا أريدك يا حبيبتي قوية ولا شيئ قد يحيدك عن هدفك حتى لو كنت أنا .....

كنت سارحا بأفكار حتى سمعت خبط على باب مكتبي وسمحت له بالدخول، حيث كان الموظف يخبرني بحضور كل المرشحين الفائزين وينتظر مني أوامر المرحلة المقبلة.

صرفته بعدما أمليت له بعض الأمور يعمل عليها حتى لحظة قدومي بنفسي والاشراف على التنظيم وكيفية العمل والتدريب،فور خروج الموظف جهزت نفسي وقلبي للقادم وهو الاشد بالنسبة لي.

"حسنًا....حان وقت اللقاء الثاني"

*********************

بعد العرض الذي كان تحت إشراف مي أمام الشركة وهي المتنفس الوحيد الذي أرسله الله لي بروحها المرحة والمفعمة بالحيوية تخرج مني تلك الشقاوة التي إنطمست ودفنت داخلي منذ ماحصل لي وهنا لا أتكلم عن خيانتي له فقط بل عن ماحدث لي في زواجي وكان ذلك من خطيئتي التي لازالت ترافقني إلى الآن وحتى عزمي على دفن ذاك الماضي في ذاكرة النسيان والمضي قدما حتى أرسلت لي تلك الروح المرحة و بروحها تلك إستطاعت أن تكسب ثقتي فأنا لست من النوع الذي قد يألف أشخاصا من المرة الأولى ،وهاأنا الآن مع رفيقتي الجديدة أستقبل حياة جديدة لمستقبل الله وحده يعلم ماقد يكون فيه.

"رؤى....رؤى أنظري"

كنت سارحة مع أفكاري كعادتي حتى سمعت مي تنادي علي وتكزني بيديها.

"ماذا يا مي ؟!ماذا هناك؟"

"أنظري...أنظري لقد أتى المسؤول المشرف على ما أظن"

نظرت حيث وجهتتي مي حتى رأيته واقف أمامنا مع مجموعة من الناس وأظنهم موظفين هنا في الشركة،رأيته أمامي مرة أخرى وأسمعه للمرة الأولى بعد آخر لقائنا قبل سنة في ذاك اليوم المشؤوم، أصغي إليه ولا أفقه شيئا مما يقول إذ قلبي راح يخفق بقوة مخيفة ورأسي أشعر به يلف بي ....لا يا رؤى ....ليس وقت الضعف ولا وقت إغماءات ماذا سيقول عنك؟ ،ألم ناخذ عهدا أنَّ لا ضعف بعد الآن ،يجب عليك أن تعتادي على مشهد رؤيته كل يوم لأنك ستقابلبنه كثيرا بحكم إنتسابك للشركة.

رحت أخاطب نفسي وأعطيها القوة والعزم كما عهدت آخر مرة ،وأتت بنتيجة حيث رفعت رأسي ناحيته وأصغي لكل كلمة يقولها

.

*********************

كنت متجها حيث يجتمع المنتسبين الجدد حين إصطدمت بعمار للمرة الثانية وكاد يسقط مني إثر الاصطدام وهو بحال الذي تركته عليه صباحا وكأنه يبحث عن شيئ ضاع منه

"آآآه عمار إنتبه كدت تسقط،ولكن مابك هل تبحث عن شيئ ما؟!!"

"آه يا أخي إني أبحث وأبحث ولم أجدها بعد ،أشعر أني تائه بدونها".

"قولي ماتبحث عنه كي أساعدك في البحث عنه".

"حقا يا أمجد هل تساعدني في البحث عنها".

"عنها!!!..هي مؤنث إذا ،طبعا سأساعدك قولي ماهي؟"

"حبيبي أنت يا أمجد لا أدري ماأفعل حياتي ضائعة بدونك"

"إنجز يا عمار وبدون مشاعرك الفياضة.. هيا قل"

"إني أبحث عن الفراشة يا أمجد ،هل رأيتها؟".

"قلتلي الفراشة!!!.......طبعا رأيتها".

"أين ..أين يا أمجد..هيا قل؟"

"حسنا ....سأدلك عليها ركز معي فقط ،أخرج من الشركة وإتجه يمينا ثم إتجه خلف الشركة تجد هناك حديقة ستجدها هناك أكيد"

"هل انت متأكد يا أمجد؟".

"طبعا يا عمار ،عيب عليك وهل سأكذب على أخي وحبيبي.....هيا حظ موفق دعني أذهب لعملي".

"في الحديقة!!!!!هل يسخر مني هذا؟!!!

لا لا يسخر مني فالفراشة مكانها الحديقة بالطبع، أيها الغبي هل تسخر مني سأنتقم منك يا أمجد وسترى"

تركته يكلم نفسه بعدما وجهته إلى مكان الفراشة تلك إحمد الله انا مزاجي عالي اليوم يا عمار لولا ذلك كنت أريتك بالفعل مكانها.

وصلت للقاعة الموجودين فيها المنسبين الجدد وعند الباب قبل دخولي إسترجعت نفسي وهيبتي التي ضاعت مع عمار ، فتحت الباب ودخلت والانظار كلها توجهت ناحيتي وأنظاري انا راحت تجوب وتبحث عنها بين الجمع حتى رأيتها

نهاية الفصل،قراءةسعيدة

الوعد الضائع(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن