الفصل السادس عشر

54 5 0
                                    

الفصل السادس عشر

كنت عند نافذة مكتبي المطلة على مدخل الشركة كعادتي اراقبها عند مغادرتها المقر حتى لاحظت شيئًا على غير العادة، رأيت رؤى واقفة مع أستاذطارق رئيس مجموعتها عند مدخل الشركة، لم تصدق عيناي ماتراه ولم تألف رؤيته مطلقا إذ هي ليس من النوع الاجتماعي لطبيعة تربيتها ،هل هناك مافاتني في مدة بعدي عنها أو هذا نتيجة ذاك المعتوه الذي تزوجته؟!....

كنت أراقب وأنا مشغول البال مما آراه حتى سمعت باب مكتبي يفتح ،ولا يوجد سواه من يقتحم مكتبي بتلك الطريقة ويصدع رأسي بفراشته المفقودة.

"لقد انصرف الجميع ولم أعثر عليها أو على خيط يدلني عليها، تعبت وبدأت أفقد الأمل في إيجادها يا أمجد".

كنت اصغي إليه بعدما استدرت له لبرهة عندما دخل ورمى بنفسه على الكرسي أمام المكتب، رجعت لوقفتي موليه ظهري أراقب الفتاتين تركبان السيارة بعدما حظر تامر إليهما حتى شعرت به يقف بجانبي يسألني.

"ماذا تراقب وانا أكلمك ولا تعيرني انتباهك؟...آه انت تراقب حسناءك، يا إلهي...متى أجد فراشتي انا ولن اراقبها فقط بل لن أتركها تتنفس بعيدا عني؟".

لم أنتبه لما يقول او بما يتفوه إذ كان بالي مشغول من ذاك المشهد الذي رأيته منذ قليل وحدسي ينبأني بأن هناك شيئ وراء ذلك ......،انقذني من الاسترسال في أفكاري دقة على الباب وفتحه من طرف السكرتيرة.

"عفوا سيدي ولكن هناك من تبحث عن السيد عمار".

"من ياترى يا أمجد؟ هل تكون فراشتي من تبحث عني؟!".

"أي فراشة يا عمار؟!!!بل أنا من تبحث عنك"

*******************

توقفت عند كلامنا انا ورؤى آخر مرة وشعرت بتغيرها الطفيف إذ أضحت تتجاوب معي في الكلام عن ماضيها التي لطالما تهربت منه في أحاديثنا مع بعض، كانت تلمح لمحة خفيفة عنه وبعدها تتهرب من التطرق له بالتفصيل وأنا بدوري لم أضغط عليها أبدا لحساسية الموضوع بالنسبة لها وكي لا أشعرها بمعرفتي به من قبل ،وهاهو الأستاذ طارق بنواياه الواضحة للعيان سوف يفتح بابا آن الأوان لفتحه ويا ترى ماستكون نتيجة فتحه!؟.

ووقت إنتظارنا لأخي كي يقلنا للبيت رأيت مشهدا كان غريبا نوعا ما صرخت بعدها حتى فزعت رؤى مني ،راحت تسألني مادهاني وأنها إستغربت سكوتي هذا الغير المعتاد إذ أكيد هناك مصيبة وراءه.

رفعت يدي إتجاه فتاة كانت تهرول في مشيتها تدخل من باب الشركة،فردت علي وهي تمسك بيدي وتنزلها حتى لا تنتبه الفتاة اني أتكلم عنها وقالت :

"آه مسكينة ملابسها مغبرة وسروالها عند الركبة مقطوع وينزف دما أكيد تعرضت لحادث ما."

فقلت لها "لا ليس هذا ،بل كم هي جميلة تلك الفتاة الحمراء ،أكيد أجنبية وليس من هنا".

الوعد الضائع(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن