الفصل التاسع

66 5 2
                                    

الفصل التاسع

مشيت ومشيت لوجهة لم أخطط لها بل قادتني قدماي بأمر من قلبي كما المعتاد منذ زمان عند البوح ألجأ لمن يفتح مسامعه وذراعيه لي ولكن تغيير مكوث المستمع هو المؤلم حيث سيسمعني دون إرتماءات ولا ذراعين تفتح لي ولا طبطبة من يدين حانيتين ،راحت الدموع تنهمر رثاءا على فقد ملجأ أسراري ...

ومنجا من شرور أفكاري ...

فهذه المرة لا دموع على حالي ولا طرقا معبدة يجدها الضعف بشتى أنواعه عدوًا أو سيرًا لهدم معنوياتي ،لم أعد أشعر بشيئ هل تبلدت مشاعري لا أعلم ام التعود على حياة لا تخلوا من المفاجآت والمصائب أصبح حالي ،وكل ما أحاول النهوض والمضي قدمًا إلى مستقبل أتمناه وأخطو إليه بخطوات حتى ولو بطيئة راضية على نفسي بشخصية جديدة أحاول بناءها وطي صفحة الماضي أتطلع إلى أفق لمستقبل جميل ،فالمستقبل يبنى على أسس أنقاض الماضي ،المنهار منها يرمم ،والجيد منها يزين ،أشعر أن هناك يدين خلف ظهري تسحبني لتردمني في فجوة عميقة لم ترمم بعد.

وهاهو الماضي الذي يتجسد في شخص لم أتمنى أن ألقاه في هذا الوقت بالتحديد عاد وظهر، فآخر لقاء لنا كنت تلك الخائنة التي نقضت وعدها وهدمت سعادتها وسعادته لن أنس تلك النظرة منه ماحييت...

نظرة الحزن ....تقابلها نظرة حزن وشفقة على حاله ناسيةً حالي

نظرةالعتب.....تقابلها نظرة عتب وجلد لذاتي نظرةالتخوين...هذه النظرة لن أنساها ولم أتقبلها لأنها ليست بيدي.

ياإلهي..رحماك.

وها قد اتى اليوم الذي رأيته فيه مجددا وتقابلنا وجها لوجه بعد مضي سنة على آخر مقابلة لنا ولن تُعدْ الأخيرة إذ كانت نظرة إختلاس مني دون علمه يوم كان يزف إلى أخرى....

لم يتغير أبدا طول هذه المدة حتى النظرة ...نظرة الحزن ذاتها

ونظرةالعتب ذاتها ....لم تغب عن عينيه.

غابت نظرة واحدة بحثت عنها ولم أجدها...نظرة التخوين ....التي قتلتني وقتها ماذا يعني هذا خالتي؟!! ...أخبريني أرجوك؟

**********************

بعد ماتأكدت بعدم رجوعها إلى بيتها من حارسها خطر على بالي مكان لم أتوقع أن تذهب إليه مطلقا خاصة في هذا الوقت فهي تموت من الرعب من أبسط الأشياء كيف وهي موجودة في مكان كهذا ووحدها.

و كيف لا تذهب وهي كانت ملجأها الوحيد عند حزنها أو فرحها- رحت أقنع نفسي-.

ركنت سيارتي عند البوابة بعدما ركبتها مسرعا لما خطرت على بالي الفكرة وقتها منبهًا على الحارس بأشارة مني عندما تجاوزته أن لا يتبعني وينتظر مكالمتي له.

وصلت عند البوابة بعدما ترجلت من سيارتي وقد كانت مواربة قليلا دليل على وجود أحد داخل المقبرة وكانت مضيئة من المصابيح الموجودة في مثل هذا الوقت من الغروب وكان الشفق يسبح في السماء يأذن لظلام كي يعم الأجواء.

الوعد الضائع(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن