الفصل السابع

65 5 2
                                    

الفصل السابع

بعد ما نودي برقمها دخلت من الباب.......

دخلت ...

وكأن الشمس دخلت بنورها

دخلت ....

وأصابتني بشعاع نورها......بعد ظلام كان منذ غيابها ....

دخلت بخطى بطيئة و مطأطاة الرأس وعلى إستحياء كما عهدتها وكأني تركتها البارحة فقط ولم تمر سنه على آخر مقابلة بيننا ....

وأي مقابلة كانت ....

مقابلة الألم ....

مقابلة الفراق....

مقابلة الوداع ...آآآآه يا رؤى

بعد تقدمها رفعت رأسها تجوب بعينيها على الموجودين حتى وصلت بعينيها عندي وزادت في إتساعهما من المفاجئة والصدمة البادية عليها ،وراحت تغلقهما وتفتحهما من جديد لتتأكد...

وأنا ماصدقت عند إلتقاء نظراتنا ببعض رحت أسبح و أغوص في فلك عيناها الدعجتين ....

ياااااا كم إشتقت لهما يا رؤى لقد حرمتني من حقي فيهما....

حرمتني كما يحرم الساكن من مسكنه....

دعيني أغرق وأغرق فيهما  حتى الموت فلاحياة لي دونهما.....

قطع التواصل صوت زميلي الجالس بجانبي يسألها وينادي عليها بمداااام رؤى....وكأني كنت في حلم جميل وانقلب فجأة إلى كابوس كي أفيق ...أدرت وجهي عنها وقطعت الإتصال بها بعد تلك الكلمة التي ستبقى كشوكة في حلقي ماحييت.

بعد الأسئلة التي طرحت عليها من زميلي والتي لم أسمع منها شيئا فقط ظبطت مسمعي على صوتها هي رغم وطئته وإرتجافه و كان دليل على خوفها ...

أوَ تخافي يارؤى وأنا موجود....

ألم أكن أمانك ومنبع طمأنينة لك منذ صغرك...

والآن تخافينني ..يااا يارؤى ...

كم الحياة قاسية علينا أين كنا وكيف أصبحنا....

كنت سابح مع أفكاري ولم أنتبه أن المقابلة إنتهت، إنتبهت فقط حين إنقطع نورها عني وحل الظلام من جديد حينها فقط أدركت مغادرتها ،وددت لو صرخت أن لا تذهبي أعيدي لي نوري ومسكني فأنا غريب بين الناس دونك ...

قمت من مكاني فجأة بعد مغادرتها تحت أعين الزملاء المتسائلة، وغادرت المكان دون أن أنطق بحرف واحد فقد ضاق المكان على صدري ولم أعد أحتمل البقاء للحظة ،وإتجهت إلى المصعد قاصدًا مكتبي ملجئي الوحيد حاليا هاربًا من كل هذا ،أريد البقاء وحدي مع مشاعري المؤججة بعد تلك المقابلة،أريد الانفراد لاسترجاع كل لحظة شهدها لقائنا ،بوعد سنتقابل مجددًا وعن قريب يا رؤى،وأي مقابلة لن تكون ك غيرها ابدًا

******************

خرجتُ من القاعة أصطدم بأشياء أو أجسام لم أعرف كنهها لأن الضباب لازال في عيني ولم أعد أرى أي شيء من حولي سواه.... أبت صورته أن تفارقني وكأنها مطبوعة فيهما ،رحت أغمضهما وأفتحهما وأحكهما بيدي كي أزيل صورته دون نتيجة غير منتبهة للكحل الذي لطخ عيني وأصبحت كشبح للعيان

الوعد الضائع(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن