الفصل الرابع عشر
"فراشة.....وأخيرا وجدتك"
فراشة!!!!ياإلهي هل هذا مجنون؟ولكن كم هو مسكين كل هذا الطول والعرض يكون في الأخير مجنون،بل أنا المسكينة لم اصطدم في حياتي برجل وسيم مثل الأفلام والروايات لما اصطدم بشخص يكون مجنون،امممم ولكنه وسيم حقا ،تستحقين هذا يا مي لكي تخرجي تلك الأحلام التي في رأسك،آآآآه يا شماتة نفسي فيا.
"هاااي هل انت مجنونة حتى تكلمي نفسك وأنا موجود،ولكن فراشة جميلة..... ومجنونة"
كنت أتأمل طوله وعرضه وأنا أواسي نفسي على حظي التعيس حتى سمعته يغازلني وأي غزل يصفني بالمجنونة والفراشة الجميلة، وماذا أنتظر من شخص مجنون ويظن أن الناس كلها مجنونة مثله.
"هاي انت إحترم نفسك لولا وضعك لكان لي تصرف ثاني معك ولكنت إشتكيت بك للمدير قريبي ،هيا إبتعد عن طريقي."
إنصرفت بعد ما ألقيت عليه تلك الكلمات ولولا وضعه ماكنت تركته أبدا حتى أدبته وإشتكيت به ولكان طردوه أيضا من الشركة، ولكن ماذا يفعل شخص مجنون هنا في الشركة،رحت أسأل نفسي واجيب في نفس الوقت وانا متوجهة للحمام....
ومادخلك يا مي هيا اسرعي والا عملتها على نفسك بسبب ذاك المجنون...اووووه ياإلهي.
تركته راكضة للحمام وهو يكلم نفسه خلفي.
"قريبتي!!!!كيف ذلك!!!هل لي أقارب لا أعرفهم "
"هاي إنتظري لا تذهبي دون أن أعرف من أنتِ....."
ركضت ورائها حتى كدت أدخل معها حمام النساء لولا إنتباهي في الحظة الأخيرة، هذه منذ رأيتها لم تترك ليا عقل،ولكن سنلتقي مجددا هذا أكيد إن كانت قريبتي مثل ماتدعي.
************************
كنت في مكتبي بعد مانتهيت من إجتماعي مع المنتسبين الجدد عندما سمعت الباب يفتح و عمار يدخل علي كالاعصار يتكلم بطريقة لم أعهدها فيه منذ عرفته إذ هو يفقد عقل من معه من تصرفاته الطائشة ومهما كان من معه مكتئب أو حزين لا يفضل على حاله في بضع دقائق في صحبته، لولاه لا أدري كيف كنت قد تجاوزت محنتي وبفضله ها أنا الآن أسترد حياتي السابقة حتى ولو ببطئ شديد المهم عندي أن تكون أحلام الماضي أضحت في حاضري.
"أمجد.. يا أمجد لقد وجدتها لقد وجدتها يا أمجد "
"وجدت ماذا ؟!!!"
"الفراشة"
"الفراشة؟!!!"
"أجل الفراشة ولن تصدق أين وجدتها،ليس في الحديقة مثل ما قلت لي ولعبت بي صباحا."
"ياإلهي انت والفراشة خاصتك....ها أخبرني أين وجدتها؟."
"أنظر الي ولاتضع يدك على خدك وتظهر لي بتلك الطريقة مدى إستهزاءك لما أقول."
"ها لقد إعتدلت وكلي أذان صاغية أطربني."
"لقد وجدتها هنا في الشركة ،ولن تصدق أنها قريبتي هذا ماقالته لي حين كلمتها."
"قريبتك؟!!."
"أجل قالت إنها قريبة المدير هذا ماقالته."
"قريبة المدير؟!!،ولكن يا عمار هناك مدراء كثر هنا،وكل قسم عندنا في الشركة له مديرفلست وحدك المدير هنا، ف أي مدير كانت تقصد؟!!!!"
"هااا!!!!..هذا صحيح لم أنتبه لهذا ولم أسألها أي مدير كانت تقصد؟."
"الصبر من عندك يالله،ولكن مابك يا عمار لم أعهدك هكذا ماذا جرى لك."
"لا أدري؟ يا أخي لا أدري؟،لقد أفقدتني صوابي تلك الفراشة،ولكن أين ستفر مني؟.سأجدها أينماذهبت"
**********************
مرت الأيام رتيبة من الشركة إلى البيت ومن البيت إلى الشركة ومع التدريبات التي كانت ممتعة ومع المجموعة والأستاذ المشرف علينا حيث بحديثه وليونته معنا كانت تشعرنا وكأنه واحد منا وليس المشرف علينا ودون أن أنسى مي ورفقتها المرحة بروحها الجميلة تبدد كل ماكان يعكر مزاجي إذ لم يجد التفكير في الماضي أي وقت حتى يزرني كي يشغل بالي ولاينغص علي صفوة حياتي التي أشعر بها هذه الأيام حتى وأنا قريبة منه وفي نفس الشركة التي يعمل بها وقد كنت رأيته عدة مرات في ممرات الشركة وبين الموظفين وفي تفقداته لنا أثناء تدريبات لم يزرني ذاك الشعور بالخزي كما في الأول عند رؤيته.
كنت منهمكة في التصميم الذي كلفت به من طرف الأستاذ كتجربة أولى عملية لنا من طرفه حتى وقف عند رأسي يتطلع على عملي وراح يكلمني وينصحني في عدة أشياء وأنا أستحيب لنصائحه التي إستفدت منها كثيرا فهو إنسان خلوق ومحترم جدا ولا يبخل علينا في شيئ حتى سمعته يقول:
" هذا جيد يا رؤى عملك ممتاز وهادئ كهدوئك الملفت إذ لا نسمع لك أي حس أو صوت إلا للضرورة."
هو في الحقيقة أنا فعلا هادئة هكذا منذ الصغر ،لا أدري ربما لطبيعة تربيتي أو لعدم إختلاطي بالناس ماعدا والداي وخالتي وأمجد ،ولكن هدوئي اليوم هو هدوء اللامبالاة نتيجة عاصفة هوجاء قد كانت قبلها هزت حياتي و كياني كله، كان الحديث يدور في رأسي وكأني أكلمه، في وقت مااستلمت مي الدور عني في الأخذ والرد معه.
"ماذا تقصد يا أستاذي هل أنا من أفعل الدوشة هنا؟!."
"لا أقصد شيئ أيتها الشقية هههه"
هكذا كان كلامه مع مي كالعادة يمازحها بطريقته المحبوبة للجميع وبدأ يرفع الألقاب في بعض الأحيان،ولكن انا أول مرة ينادي علي بإسمي مجردا إذ أنا لم أكن أدخل معهم في المناقشات أو المزاح،
نظر لي بعدما إنتهى في مزاحه مع مي نظرة لم أعتدها منه ولم أفهمها مطلقا،ياترى ماهذا الذي يحدث أم اني أتخيل فقط؟!.
نهاية الفصل،قراءةممتعة