الفصل الحادي عشر

64 4 0
                                    

الفصل الحادي عشر

ها أنا اليوم سأخرج للتسوق مع مي بعدما إتفقنا البارحة حينما أتت لتعلمني بقبولها وتسألني إن أرسلوا لي رسالة من الشركة لتعلمني بقبولي عندهم او لا،وقد كنت طوال الأسبوع في صراع بين قرارين لا ثالث لهما أن لا عودة لتلك الشركة أبدا ولن أعطيه فرصة لإهانتي حتى لو كنت أستحقها يكفيني جلدي لذاتي وفرضية رفضي من طرفهم او أقول من طرفه هو كي ينتقم مني ،والفكرة هذه هي ماأرعبتني ،أجل كي ينتقم مني وله كل الحق في ذلك انا تلك الخائنة التي لم توفي بالعهد الذي قطعته له بإنتظاره، مع رفض قلبي لتلك الفرضيةكنت في صراعٍ بينهما طوال الأسبوع، عقل يزن الأمور بعقلانية وأنه له كل الحق فيما قد يفعله بي ،وقلب يحن ويرفض رفضًا قاطعًا أن قلبه قد يقسَى على محبوبه ،وبين قرار المواجهة لكل ماهو آتي بكل شجاعة التي عزمت عليها عند نفض عني تلك الفتاة الواهنة الضعيفة التي كنت عليها حتى لو عاتبني أو حتى تجاهلني لن أتوقف عن المضي قدما والمواصلة في الطريق التي بدأت ترسم ملامحها لي.

فيما أنا بين ذاك الصراع والحوار الدائر مع نفسي لم أسمع مي وهي تخاطبني حتى لكزتني بيدها كي أنتبه عليها....."ها....ماذا قلتي يامي؟"

"أين إصطفيت بذهنك يا رؤى ،لقد بح صوتي وانا أناديك؟"

" انا هنا معك حبيبتي ...ماذا كنت تقولين؟"

"أنظري إلى هذا الفستان الأبيض مع الأسود أنه جميل جدا ومناسبة جدا لك واللون الذي تعشقينه أيضًا..هيا إذهبي وأرتديه لأرى إن كان يناسبك أو لاا"

"لا ليس ضروري أن أرتديه سآخذه إن كان قد أعجبك وانت ماذا إخترت؟..دعيني أرى"

"أنظري إخترت هذا الفستان لونه هادئ جميل أحب الألوان الهادئة الربيعية وخاصة الوردي مع الأبيض"

"فعلا أنه جميل وسيكون أجمل عليك حبيبتي...حسنا هل انتهيت حتى نعود للمنزل"

"لا انتظري لم نشتري بعد الخمار والحقيبة والحذاء المناسبين لكل فستان"

"اه فعلا لقد نسيتهم ،حسنا هيا لنكمل باقي اللوازم"

وهكذا أمضيت نهار جميل مع مي مع التسوق وبعدها ذهبنا إلى المطعم للغداء نافضة عن ذهني أي ماقد يحدث في المستقبل القريب ....والقريب جدا

*******************

بعد يومين بالضبط حان موعد الدخول للشركة من بابها الواسع شعرت أنَّ الدنيا تفتح ذراعيها لي كي أحقق كل طموحاتي التي طالما حلمت بها ولا أدري لما يدغدني ذاك الشعور أنَّ الشركة لن تكون لي مجرد عمل سأتلقاه لا هي حياتي كلها وأعمل جاهدة لكي أرفع شأن أخي الذي تعب في تربيتي ودراستي متخليا عن دراسته وطموحاته من أجلي أنا وأمي وأرد ولو جزء بسيط مما فعله من أجلي لطالما قال لي لا أريد منك شيئا سوى رؤيتك سعيدة وناجحة في حياتك فأنتي أمانة أبي الذي كنتِ بالنسبة له نور عينه الذي يرى بهما،أخي العزيز حتى في هذا لا تفكر في نفسك التي ظُلمت معنا أنت أبي وأخي وسندي وأعدك أني سأكون كما تمنيت وأكثر،لم أنتبه للدموع التي نزلت على خدي حتى سألتني رؤى بلهفة وخوف:

"مي حبيبيتي مابك مابك؟ لما تبكين ؟هل هناك شيئ؟ هل انت مريضة هل نعود للبيت؟"

"لا ياصديقتي العزيزة ليس بي شيئ إنها دموع الفرحة فقط لا تقلقي"

"حسنا سمي بالله ودعينا ندخل لقد طال وقوفنا عند مدخل الشركة"

"حسنا هيا بنا إلى الحيااااة مع هذه الأجواء التي أعشقها ،أجواء ربيعية بورودها وعصافيرها التي تطربنا بأعذب الألحان".

قلتها فاتحة ذراعي وبطريقة مفعمة بالروح والحيوية تحت أنظار الناس وأنظار رؤى التي راحت تضحك على تصرفي وتصفني ب المجنونة .....

هكذا أنا لن أدع اي مشاعر سلبية تأخذ وقتها معي في ثانية تراني أضحك والعب ومقبلة على الحياة دون أن يعكر صفوي أي شيئ

**********************

نزلت من سيارتي متجها لعملي لأرى ذاك المنظر الذي أذهلني ، منظر أخذني من مكاني هذا إلى حديقة مليئة بالزهور بأجواء ربيعية وتلك الفراشة ترفر بجناحيها تعيش عالمها غير عابرة بمن حولها ،راح قلبي يخفق بقوة لم أعهدها له من قبل ،رُحت أخاطبه:

مالذي أصابك ألم ترى فراشات من قبل ،لقد مر عليك كل الأصناف من فراشات وغزلان وكل ماهو مؤنث،لما هذه رحت تخفق لها وهي بالذات؟!.

إهدأ إهدأ....خاطبته واضعا يدي عليه وكنت أبدو كذاك العاشق الولهان ياإلهي...عاشق؟!!!!

نفضت عني ذاك الإحساس ودخلت إلى الشركة ولكن لساني أبى أن يترك تلك الكلمات....

"فراشة بألوان ترفرف هنا وهناك....آآآه...يا إلهي أنظر أمامك لقد طارت مني الكلمات ".

"كلمات ؟!!!...آي كلمات يا عمار ؟!!وانت من إصطدم بي تسير وعيناك في السماء".

"اااه ماذا أخبر يا أمجد آااااه...لقد رأيت فراشة ،وأي فراشة ،كانت أحلى الفراشات".

"نعم؟!!!..فراشة!!!....آااااه فراشة...تعال تعال ودعنا من حيواناتك ،وراءنا عمل كثير".

"وما أدراك انت بالحيوانات المؤنثة ؟لم ترى في حياتك سوى مؤنثة واحده وأغلقت عينيك عليها إفتحهما وتمتع بباقي يا أخي".

"لا شكرا على أقتراحك هذا إنصح به غيري ،دعنا من مواضيعك هذه وهيا إلى العمل فهناك ماينتظرنا"

"أقول له فراشات يقول لي عمل ،لا أدري كيف أحببت إن لم تصبح شاعر من الحب فلا فائدة منه..!!!!"....

"أمجد!!!إنتظر...."

ذهب وتركني أتكلم وحدي ، ياالله يوبخني وكأنه والدي....".

نهاية الفصل،قراءة ممتعة

الوعد الضائع(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن