الفصل الثامن عشر والأخير
ها نحن في نهاية الأسبوع وفي اليوم المرتقب وأمي على قدم وساق من تحضيرات وتجهيزات تعمل عليها غير مصدقة، لا أدري إن كان من تقدم لي عريس أم من قبولي قدومه أصلا ،وقبولي هذا كان من أجل أبي حتى لا أحرجه أو أخيب أماله بعدما وضع الكرة في ملعبي ولي حرية الرفض أو القبول ولكن بعد أن أقابل العريس هذا كان شرطه، حتى مي أيدت أبي في قراره قالت لي بالحرف الواحد:"يجب أن تقابليه يا رؤى حتى تأكدي لنفسك أولا ولمن حولك أنك تجاوزت عثرة ماضيك وأنه ليس فكرة الزواج ماترعبك بل لك مطلق الحرية والقرار أن تختاري من يناسبك."
اه عزيزتي مي لقد رزقني الله بك في وقت بالغ الشدة ووقفت معي في أحلك الأيام، ورغم ماقصته لي غير مصدقة لما يحدث معها وبدى لها شيئ لا يصدق، أنا واثقة أنه سيكون خيرا لها وهذا مادعوه واتمناه لها.
كنت في غرفتي مستلقية على فراشي عندما دخلت أمي حتى تنبهني للوقت الذي يمضي دون أجهز نفسي بعد ولم يبقى الا القليل و يحضر العريس ،صرفتها بوعد أنني سأكون جاهزة في دقائق ،أصلا أنا سأكون عادية جدا ماذا سيتوقع مني هذا العريس .
**********************
منذ رؤيتي لذاك المشهد أبى أن يفارقني وقد كنت رأيت عدة مواقف مشابهة له عند تجوالي بين الأقسام ولكن لم أعره اي أهمية ،أستاذ مدرب ويقف مع متدربيه ماذا سيكون غير ذلك ،ولكن في المشهد الأخير لم يكن كذلك إذ الأستاذ تنقطع علاقته معهم فور خروجهم من عنده لذا لم أقف مكتوف الأيدي وأنا أرى بأم عيني رؤياي تفلت من بين يدي ثانية ،وقد صدق حدسي عندما أطلعني العم والد رؤى بآخر الأخبار والذي لم ينقطع تواصلي معه منذ لقائنا في بيت أمي ،وكان ذلك يوم زيارتي الأولى لبيتي بعد وفاة أمي يومها عندما شكت رؤى بوجود أحد في المنزل إثر سماعها أصوات في الداخل صرفها يومها بحجة أنها أوهام منها ولكن هو كان متأكدا اني أنا الموجود داخله،وكان ذاك اليوم فارق معي بنسبة كبيرة جدا بسبب ما أطلعني عليه عمي من حقائق موجعة عاشتها رؤى طيلة عام وهو مدة زواجها من ذاك المريض.
وهاهو نفس الامر يعيد نفسه ولكن لا وألف لا في السابق لم أستطع أن أحول بين زواجها ذاك إذ كنت غير موجود يومها ،واليوم أنا موجود بإذن الله لن يحدث ماقد يبعدها عني مجددًا.
*************************
كنت عند المرآة أضع اللمسات الأخيرة على حجابي عندما سمعت الباب يفتح بعد ما طُرق من طرف أبي كي يعلمني بحضور العريس وأتى حتى يرافقني إليه ،خرجت من غرفتي معه متوجهة حيث العريس ينتظر في الصالون صادفت أمي عند مدخل المطبخ ولفتت إنتباهي وجهها الشاحب وعينيها المذهولتين وكانت تبدوا عليها أثر صدمة ما ولكن أي صدمة قد تفعل بها هذا لم أعر الأمر أي أهمية وواصلت طريقي للصالون و كان أبي قد سبقني وفتح الباب كي أدخل ،ودخلت بعدما ألقيت السلام وتوجهت عيني مباشرة على الاريكة والمفروض يكون جالسا عليها ولكن لم أعثر عليه جالسا رفعت رأسي قليلا حتى رأيته إذ كان واقفا عندالنافذة موليا ظهره لنا ، وفجأة إستدار وكانت المفاجئة....