الفصل الثامن
بقيت في مكتبي حتى تنتهي اللجنة من عملها وينصرف الجميع فلم أعد إليهم بعد ماغادرتُهم ولجأت إلى مكتبي ،إتصلت بهم هاتفيًا كي يُكملوا بدوني فقد إستُنزفت طاقتي كليًا بعد لقائنا ذاك ..أتاني عمار كي يخرجني مما كنت فيه ولم يفلح ،حاول وحاول ..مرة أن يعزمني على العشاء في بيته و مرة عزومة لسهرة من سهراته ولم ينجح ،غادر بعد أخذ وعدٍ مني أن أعود لبيتي مباشرة وأن أرد عليه عند إتصاله للاطمئنان علي.وهاأنا أخرج من الشركة وأصادف تامر المكلف بمراقبتها مع أخته عند المدخل.....
"تسألت في نفسي ماذا يفعلون هنا في هذا الوقت؟!"....
وراح حدسي ينبؤني بأن بمصيبة تنتظرني حين رأيته يمشي ذهابا وإيابا ويشد في شعره ويتمتم، سمعت كلمة عند إقترابي منهم.....
"ماذا سأقول له؟"
"تقول ماذاااا؟".....
سألته بنبرة لم أدرك كيف خرجت إلا عندما نظرو إلي مفزوعين وبوجوه شاحبة،سألت بنبرةٍ أعلى عندما لم يُجبنني.....
"لم لا تجب؟......تقول ماذا؟"
راح يجيب بكلام متقطع دليل على خوفٍ من ردتِ فعلي...
"ألس....ألست.. رؤ....رؤى..."
قاطعته بنبرة أعلى متحكمًا في أعصابي حتى لا أنقض عليه..."رؤى.... مابها ...إنطق....؟"
"مختفية ولا نعرفُ مكانها...حتى في بيتها غير موجودة"
رمى الكلام مرة واحدة وهو مطأطئ الرأس ، نظرت إليه ثم إلى أخته التي كانت ترتعد من الخوف،ف إحترمًا لها و لصداقتنا القديمة لم أنقض عليه كي أبرحه ضربًا وأشفي غليلي منه وكل مايجتاحني فيه.
تجمدتُ مكاني دون ردت فعل وأفكاري تأخذني وتجيئ بي ...
يالهي أين هي إن لم تذهب إلى بيتها فأين ترى ذهبت ،خطر في بالي مكان واحد ويارب تكون قد لجأت إليه ،تركتهم دون أن أنطق بحرف معهم وركضت مسرعًا إلى سيارتي قاصدًا ذاك المكان
*****************
في بيت رؤى
مسحتُ دموعي عازمة على أن لا أذرف دمعة واحدة بعد الآن ،ولما البكاء الماضي ولى وصغيرتي في حضني ولن يصيبها مكروه مادامت أمام عيني انا ووالدها متأملة بقادم أفضل.
جهزت المائدة على أكمل وجه وكل ماتحبه رؤى على وعسى أن أعوضها كل مارأته ولو الجزء البسيط مما أستطيع توفيره لها،وها نحن ننتظرها انا ووالدها جلسين على الأريكة مقابلين الباب على أمل أن تفتحه وتدخل منه في أي لحظة ...ولكن تمر ساعة العصر ويمُر وقت الغداء وها نحن على أعتاب دخول المغرب دون أن يُفتح ذاك الباب أو تدخل منه ،بدأ القلق يجتاحني وأعمل جاهدة على أن لا أظهره ولكن هيهات لست بتلك التي تتحكم بأعصابها ولا تظهره عكس زوجي تراه جالسا هادئا ولا كأنه هناك شيئا طول حياته هكذا ولكن ظاهريا فقط فأنا أعرفه كالبركان من الداخل بحيث يستطيع التحكم في قلقه أو غضبه وأنا أحسده تارة على هذا وتارة يستفزني ، فرحتُ أكلمه بعصبية: