أنت لن تستطيع رؤية الحقيقة إذا استمررت في رؤية الأشياء بقلب مغمض.
......ظهر صوت من وسط العتمة يقول بصوت متسائل: "فيدرا؟"
التفتت توليب نحو مصدر الصوت وهي تدقق النظر في صاحبه. كان فتى ذو شعر بني وعيون زرقاء مائلة إلى الرمادية. قامته متوسطة ويبدو عليه أيضًا متوسط البنية الجسدية، تتلألأ عيناه وسط الظلام بالفضول المحمل بالتشكك وهو ينظر إليها. سار بالقرب منهم وقال بصوت متردد ثم جثا على ركبتيه يسأل: "فيدرا، من هذه الفتاة؟"
نظرت فيدرا حولها بتردد ثم قالت بصوت خافت وخائف: "إنها صديقتي السرية، أرجوك لا تخبر نوال يا أخي آرون." ضحك آرون قليلاً ثم قال: "هل هو قاسٍ عليكِ ذلك الرجل القبيح؟" نفت فيدرا برأسها بقوة ثم قالت: "لا أخي، نوال ليس قبيحاً!"
استقام آرون ثم وجه نظرات الشك إلى توليب وهو يتفحصها بعيون فضولية. مد يده المليئة بالعروق والخواتم الفضية ليصافح توليب ثم قال: "تشرفت بمعرفتك، أنا الأخ الأكبر لفيدرا. آرون يا آنسة..." قدمت يدها وصافحته أيضًا بقليل من التوتر ثم قالت: "أدعى توليب."
قالت مربية فيدرا، داليا، بصوت متململ: "بما أن السيد هنا يجب أن أغادر، وداعاً." اكتفى آرون بإيماءة وابتعدت داليا عنهم بهدوء. قالت فيدرا وهي تنظر إلى ظلها يبتعد: "أخي، أريد الآيس كريم." أجاب آرون وهو يركز نظره على توليب: "هل لديكِ مانع أن تأتي معنا؟" أمسكت فيدرا يدها تشد عليها بإلحاح: "أرجوك..!!" تنظر لها بعينين طفوليتين لامعتين لم تستطع توليب رفض الإغراء اللطيف الخاص بفيدرا رغم تعبها الشديد. "حسناً، ليس عندي مانع."
...
بعد ما يقارب النصف ساعة، عاد الجميع إلى جانب شقة فيدرا ونوال. وقف آرون ثم قال: "أشكرك يا آنسة توليب على قبول عرضنا، لقد استمتعنا." أفرقت توليب شفتيها على وشك أن ترد على شكره بأنها لم تفعل شيئاً، ثم صوت يصرخ من بعيد: "فيدرا!!"
اقترب بسرعة وشد يد أخته المحتضنة ليد توليب يسحبها خلفه ثم قال بحدة وهو يرنق توليب بغضب: "ما الذي تعتقدين أنكِ تفعلينه؟ لقد بحثت عنكِ في جميع أرجاء الحي... لماذا غادرتِ الحضانة؟" تكاثرت الدموع في عيون فيدرا ثم
صرخت وهي تشهق: "أخي، أنا أكرهك! لقد انتظرتك طويلاً ولكنك لم تأتِ لقد وعدتني أن تعود!" قال آرون بصوت جاد وهو يراقب خوف نوال ويشعر بارتفاع ضربات قلبه الناتج عن توتره وقلقه على أخته: "نوال، لا تكن هكذا يا رجل." تقدم نوال ليواجه وجه توليب ورمى كلماته بوجهها: "لماذا أخذتِ أختي من الحضانة بدون إذن؟ هل جن جنونكِ؟ ألن تتوقفي عن التصرف بتطفل؟"
قالت توليب بصوت مصدوم وهي تبعد وجهها إلى الخلف: "عفواً؟" يزداد حدة صوته: "ألستِ تلك الفتاة من المستشفى آخر مرة؟ لقد تغاضيت عن تدخلكِ في ما لا يعنيكِ في المرة السابقة. لماذا تستمرين في التقرب من طفلة؟ هل أنتِ واحدة من تلك الجماعات؟"
أنت تقرأ
Among the tulips.
Romanceفي عالم مليء بالتحديات والصراعات، تجد توليب نفسها محاصرة بين الشهرة والمال. رمقت توليب ذلك الرجل عازف الجيتار باهتمام. جلس بجانبها رجل يرتدي بدلة فاخرة: "هل ستظلين تنظرين له فقط؟" دائماً ما تسألت توليب، لماذا هناك جو خانق بين الأخوة؟ هل هناك شيء لا...