أقرآط||9||

39 28 0
                                    

‏"لقد تأخر كل شيء، تأخرت الأعذار، تأخرت المحاولات، إن الأمور كان بإِمكانها أن تكون أفضل بسهولة، لكنها وببساطة جدًا لم تكن".

Nawal.

...........

فتح عينيه بإرهاق ليقابل وجهها الذي كان يرمقه بهدوء ممزوج بالقلق. تأمل ملامحها لبضع ثوانٍ قبل أن يلف عنقه نحو مصدر اهتزاز هاتفه الموضوع على الطاولة بجانب السرير. مد يده بتكاسل يبحث عنه، حتى التقطه أخيرًا. نظر نحو الشاشة ليرى مصدر المكالمة الواردة، لكن الضوء القوي الصادر عنها جعله يغمض عينيه بانزعاج. ضغط ليجيب على المكالمة، ليأتيه صوت مندفع على الفور:

"أين أنت يا رجل؟ لقد اتصلت بك أكثر من ثلاث مرات اليوم!"

أبعد الهاتف عن أذنه قليلاً ونظر إلى الشاشة ليرى بالفعل أن هناك مكالمات فائتة منه. قال بصوت أجش بسبب النوم:
"لم أسمعه، كنت نائمًا."

أتاه صوت متسائل :
"نائم؟ إلى الآن؟ ماذا عن حضانة فيدرا؟"

رمق شاشة الهاتف، لقد تخطت الساعة الثانية ظهرًا. استقام بسرعة من على السرير، . توجه نحو الخزانة وفتحها بعجلة، ليخرج قميصًا أبيض بنصف كم وبنطالًا أسود بعدة جيوب. وضعهم على السرير بنظرة سريعة، ولاحظ فيدرا تنظر إليه بتساؤل وقلق.

أضاف المتصل بنبرة ملؤها القلق:
"إلى متى ستظل على هذا الحال، نوال؟"

عقد نوال حاجبيه وقال بتساؤل وهو يشعر بالاستياء يتزايد:
"أي حال؟"

تنهد المتصل وأضاف بلهجة تجمع بين العتاب والاستياء:
"ألم تأتي البارحة؟"

توقف نوال عن الحركة للحظة، محاولًا استيعاب كلام المتصل، وهمهم ببعض الكلمات الغير مفهومة. قال الآخر بغضب واضح:
"إلى متى ستظل هكذا تتصرف وكأنك الوحيد الذي لديه مسؤوليات؟"

اشتدت قبضة نوال على الهاتف، وضغط على إنهاء المكالمة بحدة. وبسبب الغضب الذي سيطر عليه، قام برمي الهاتف على الأرضية بعنف، لتشهق فيدرا وهي تستقيم من على السرير وتتوجه نحوه بسرعة. حاوطت عنقه من الخلف بذراعيها وجذبت جسده نحوها بحنان، فلف جسده سريعًا وحاوط خصرها الصغير بين يديه، ودفن رأسه في كتفها محاولًا تهدئة نفسه.

ضحك وسط أنفاسه المتقطعة وقال بنبرة مزاح:
"لا يمكنني شراء غيره."

ابتعدت عنه قليلًا ونظرت في عينيه بابتسامة مطمئنة وقالت:
"لا بأس، سأذهب لتغيير ملابسي."

أومأ برأسه موافقًا، وحملها من على السرير ليضعها بلطف على الأرضية. جرت بسرعة نحو غرفتها لتبديل ملابسها، وظل هو يتابعها بعينيه حتى اختفت عن نظره. خلع قميصه القطني واتجه نحو الحمام وهو يحاول أن يستجمع أفكاره ويهدئ من غضبه.

Among the tulips. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن