آنثـى رقيقة||3||

132 80 6
                                    


.............

فتحت باب شقتها وارتجلت إلى الداخل، وضعت مفاتيحها على الطاولة الخشبية ثم مشت على الأرضية الرخامية الباردة. مشت بتثاقل باتجاه الحمام، وقفت أمام المرآة وراقبت وجهها تتفحص ملامحها وكأنها لا تحفظها عن ظهر قلب. تنهدت بقوة و غسلت وجهها بخشونة وهي تصك على أسنانها بغضب.

اتجهت إلى غرفتها، استلقت على السرير بقوة. أغلقت عينيها وكأنها تحاول غسل المرارة والغضب اللذين تشعر بهما، وقالت لنفسها "ما خطبي؟ لماذا لا يفارقني هذا الشعور؟"

على صوت رنين، استيقظت توليب لتلتقط هاتفها وتتفحص المتصل. إنه رقم غريب.
ردت توليب بشيء من الفضول "مرحبًا؟"

قال المتصل بصوت خشن "آنسة توليب؟"
أجابت بترقب "أجل، ما الخطب؟"
رد الآخر "أعتقد أنك منظمة حفلات، أليس كذلك؟"
قالت توليب وهي تعدل من جلستها "أجل، هذا صحيح. كيف يمكنني مساعدتك؟"
قال الرجل "إنه حفل زفاف، هل يمكنك تنظيمه؟"
قالت توليب بلهجة مصدومة "هذه أول مرة يأتيني عرض عمل بهذه الضخامة!"
أجاب الرجل "أجل، أعتقد أنك بنيتِ سمعة جيدة لنفسك ولمشروعك."
ضحكت توليب مجاملة "أشكرك."
أجابها الرجل باختصار "سوف أرسل لك جميع التفاصيل عبر البريد الإلكتروني." أغلقت توليب المكالمة بعد أن ودعت المتصل.

......

التفت يديه حول خصرها، وانعدمت المسافة بينهما. تحرك ذلك الرجل ببراعة مع إيقاع اللحن الكلاسيكي، فرض سيطرته على جسدها النحيل الذي اندمج مع حركاته ليجاريها.
همس لها بصوت متسائل "لم أتعرف باسمك بعد."

رفعت الأخرى عينيها لتصطدم بعينيه العسلية الحادة "توليب."
قال "هل أنتِ من أصدقاء العروس؟"
أجابت وهي تضع شعرها خلف أذنها "في الحقيقة أنا منظمة هذا الزفاف، ولكنني تلقيت دعوة للحضور ."

نظر حوله ثم ابتسم بجانب فمه "لا شك أن المكان يحمل لمسة أنثى رقيقة. توليب، رقيقة كالزهرة."
تجنبت توليب لعينيه اللتين تنظران لها بحدة و قالت "هل أنت من أقارب العروس..؟"

قال أرلوت بصوت واثق "لا،.. أنا مديرها."
قالت توليب بفضول "ما اسمك؟"

قال بصوت هادئ "أرلوت."
ابتسمت له بترحيب ثم قالت "إذاً أنت مدير شركة، يا سيد أرلوت؟"

أجابها بابتسامة "هذا صحيح، وليس هناك داعٍ للألقاب، يمكنك دعوتي بأرلوت فقط."
قالت توليب بشيء من الفضول "لماذا دعوتني للرقص؟"
نظر إليها بعيون غير مفهومة ثم قال "يبدو أنكِ لا تنظري إلى المرآة كثيرًا."

تبتسم بجانبية "هل هذا ما جذبك؟"
أجاب أرلوت "ربما هذا ما جذبني مبدئيًا، ولكن المستقبل يحمل أشياء غير متوقعة."

Among the tulips. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن