إنتظـآر ||1||

150 81 12
                                    

"أنت متورط في حياة ليست على مقاسك، تملؤك الشعور بأنك مختلف عن العالم الذي يحيط بك."

.......

أغلق الباب بهدوء خلفه، ثم نظر إلى الجسد الصغير الممدد على الكنبة. عينيه مرّت سريعًا على الساعة قبل أن يضع الأكياس على الطاولة. تقدّم بخطوات خافتة نحوها، انحنى ببطء، ومسح على شعرها البني ، ثم بحذر، رفع جسدها الخفيف بين ذراعيه وتوجه بها إلى غرفتها. وضعها برفق على السرير، ثم غطّاها بلحاف ناعم.

عاد إلى غرفة الجلوس، وجلس على الكنبة بارتياح، ممددًا يديه على فخذيه. عينه استقرت على شاشة الهاتف، ضغط على اسم "آرون" ليجري المكالمة. وضع الهاتف على أذنه وانتظر طويلاً، إلى أن رأى أن الخط مشغول. تنفس بعمق وهو ينهض ببطء، متوجهًا إلى المطبخ. سكب لنفسه كأسًا من الماء، شربه بسرعة وكأنه يحاول إخماد نار بداخله. وضع الكأس على الرخام بقوة، وكأنها محاولة فاشلة لتحرير شيء من غضبه المكبوت.

...

فتح عينيه على صوت رنين المنبه واهتزاز الهاتف على الطاولة المجاورة لسريره. مد يده وأطفأ المنبه بنقرة سريعة، ثم التفت إلى فيدرا التي كانت نائمة بجانبه، تنفّس بعمق واستقام قائلاً: "هيا يا فيدرا."

لكنها تجاهلته، متمددة على السرير براحة تامة. وتنهد، ثم سحب الغطاء عنها بلطف وهو يقول: "هيا، سنكون متأخرين عن أصدقائك."

رفعت يدها بنعاس وهمست: "قليلاً فقط." تجاهل ردها، وتوجه إلى غرفتها ليحضر ملابسها المخصصة للحضانة. عندما عاد، كانت قد استقامت من نومها بشعرها المتشابك، تنظر إليه بعينين نصف مغمضتين، وبدأت بإبعاد خصلات شعرها عن وجهها بأصابعها الصغيرة.

تقدمت نحو المطبخ وهي تحمل مشطًا وربطة شعر بيدها، وقالت بتردد: "هل يمكنك تسريح شعري؟"

خفض بصره إليها، وهمهم بصوت خافت قبل أن يجلس على ركبتيه ليصبح في مستواها. أخذ منها المشط وربطة الشعر، وبدأ بتسريح شعرها الصغير بعناية، ثم صنع لها ذيل حصان بسيط. بعد أن انتهى، استقام قائلاً بابتسامة: "قد يكون مائلاً بعض الشيء، لكن لا بأس به."

ابتسمت بخجل، ثم استدارت وسألت ببراءة: "متى سيعود آرون؟"
أجابها بسرعة وهو يحثها: "قريباً... هيا، سنكون متأخرين."

أومأت برأسها وارتدت حقيبتها الصغيرة. انحنى ليساعدها في ارتداء حذائها، فوضعت يدها برفق على كتفه. بعد أن استقام، أمسك بيدها الصغيرة بإحكام، أغلق باب المنزل خلفهما، ووضع المفتاح في جيب بنطاله. تقدمت بجانبه وهي لا تزال ممسكة بيده، تقفز بخفة على درجات السلم. عندما أغلق البوابة خلفهما، لاحظ نظرتها المشدودة نحو الهرة الصغيرة، تسحب يدها قليلاً، لكنها بقيت مشدوهة إليها.

Among the tulips. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن