حد الغرق||14||

40 21 8
                                    

شعرت بالصداع يضرب رأسها بمطارق من فولاذ. جلست تراقب كومة الهدايا ملقاة على الأرض. بحثت عن اسمه مرارًا ولكن لا فائدة، فهو ليس موجودًا.

لماذا اتخذت قرار البقاء بقربه؟ أليس هناك رجل يستحق اهتمامها ويبادرها فيه؟ إلى متى سوف يستمر باستغبائها واستسخافها؟ هل هي فاشلة كامرأة؟ لم تثره ولو لمرة واحدة منذ الصغر؟

احتضنت ساقيها تبكي بحسرة، فقد جرحت كرامتها. لقد خسرت أمام الفتاة ذات المئة والسبعين سنتيمترًا. على أي حال، لماذا تلبس كعبًا؟ تبدو أقصر من أرلوت ببضعة اشبار.

ملامح الأنوثة تظهر على طيات وجهها الناعم، وابتسامتها ساحرة تشبه الأميرات. راحتها مشابهة لبستان من ورود السنتيفوليا. حقًا، تشبه الورود الأخاذة، ولن تمل النظر إليها.

جرح كبرياء الأنثى التي في أعماقها، لماذا لم ترث جمال خالتها فيونا أو جمال أولادها الثلاثة؟ استلقت أرضًا تبتلع ما تبقى من شظايا الموقف. غضب يداهم حلقها، تود لو تصرخ في وجهه وتضرب صدره وتسأله بحنجرة مزقتها الحسرة والعتاب المخزن منذ سنين: لماذا؟ لماذا أنا يا أرلوت؟ ألم أكن العون لك خير صديقة وبيتًا لأسرارك؟ لماذا لا أكون خير حبيبة أيضًا؟

أقسم أنني سوف أضع قلبك على وسائد من ريش النعام، وأحتضنه حتى يدفأ ويعود منيرًا مرة أخرى. لن أجعلك تحتاج لأي منهم.

تنحنحت لتبعد ما تراكم في حلقها، ربتت على شعرها تلعب به، وتذكرت لقائهما الأول. ربما ستكون لها فرصة لو كانت طفلة جميلة. دائمًا ما كانت تلاعب الصبيان بخشونة، تصيح بالشتائم، وهي تراقب ابن خالتها نوال يهرع لأمه بسرعة ليقطع الشارع مبتعدًا عن حديقة اللعب بدون إذنها.

أرلوت يراقبها بعيون مستغربة، تمسك يده وتهرع لشراء المثلجات. لا يمكنها أن تنسى، لقد أحب مذاق توت العليق. انصبغت شفاهه باللون البنفسجي، مسحت له كارمن شفاهه بمنديلها المطرز على زاويته قرص الشمس. ابتسم لها وهو يمسح أثر المثلجات على ذقنها بيديه العاريتين.

قاطع صوت طرق الباب خيالها الحالم. تجاهلت الطارق مرة واثنتين وثلاث. صاح بها: "يا فتاة، أعرف أنك في الداخل." تنهدت بحنق، لقد كان سبب عكر صفوها وتأخير فتح هداياها.

تقدمت نحو المرآة تنظر إلى مظهرها أولًا. ظهر على خط سيل الدموع شحار تلك المسكرة (مضادة للمياه)، وعيناها حمراوان منتفختان. هرعت نحو غرفتها تضع أحد أقنعة الوجه المليئة بالفوائد المميزة، تظاهرت أنها تضع الخيار على عينيها.

فتحت الباب أخيرًا تحمل قطع الخيار بين يديها، وقفت تنظر له بعيون حارقة. سكتت، أجل سكتت، لا شيء من عتابها الطفولي سوف يظهر له. دائمًا ما تصدر له عنها أفكار كارثية.

Among the tulips. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن