..............
سارت تلك الصغيرة ترتدي معطفًا أسود وتعانق يد أخيها . توقف بجانب قبر والدهم، ابتسمت بهدوء وقالت بنبرة حزينة: "كيف حالك؟.. لقد اشتقنا لك."
خفض نوال نظره إلى أخته الصغيرة التي كانت تكتم دموعها بصعوبة. تقدم وانحنى بجزعه العلوي نحوها. أبعدت يده عنها وتقدمت لتختبئ خلف آرون. تنهد نوال واستقام مجددًا.
قالت الصغيرة وهي تبكي: "أبي.. لماذا ذهبت؟" نظر لها آرون بطرف عينه، وأضافت: "لقد اشتقت لك أنت وأمي." اهتز جسد آرون بعد أن اجتاحته نوبة من الذكريات. تابعت الصغيرة: "أنا وأخوتي بخير لكن اشتقنا لك.. أيضًا لقد تخرجت من الحضانة وجاء أخي آرون منذ يومين من السفر من أجلي ومن أجل...". توقفت فيدرا عن الكلام، ونظرت إلى أخيها الذي يتابعها بصمت ويضع يديه في جيب سترته الجلدية السوداء وخصلات شعره تغطي عينيه.
"أيضًا أبي، أصبح لدي..صديقة." مسحت دموعها بأناملها وضحكت فيدرا وأضافت هامسة أمام قبر أبيها: "أخي نوال لا يحب هذه الفتاة لكن لا بأس." ضحك آرون بخفة على تصرف أخته، وتنهد نوال واقترب منها، جاثيًا على ركبتيه، يحاوط كتف فيدرا.
قال بنبرة حزينة: "أبي، فيدرا لا تريد المغفرة لي." لفت عنقها نحوه وقالت بنبرة غضب: "أبي، هو لا يريدني البقاء معه.. ويطلب مني طلبات صعبة." قهقه آرون وعقد نوال حاجبيه، وقال: "أنا أطلب منك أمور صعبة؟" أومأت الصغيرة برأسها: "أجل وأيضًا يتأخر في العودة إلى المنزل." ضحك نوال وخفض رأسه لتنزل خصلات شعره معه أيضًا. ابتسمت فيدرا، تمسح على رأسه وطبعت قبلة. ضمها إلى صدره لتشعر بنبضات قلبه، أغلقت عينيها.
من قال إن نوال أخاها؟ بل ملأ فراغ غياب والدها. مسح على شعرها وتحدث بنبرة حنونة: "هل سامحتيني؟" رفعت رأسها تبتسم بخبث: "بشرط." قلب عينيه ينتظر الشرط. قالت بمرح: "أن نذهب ونحضر الحلوى، وأيضًا نذهب في نزهة." قهقه نوال وقال: "قلتِ شرط واحد؟" لوت شفتيها وتكتفت يديها إلى صدرها. تنهد نوال بقلة حيلة: "حسنًا، سنذهب، لكن هناك أحد يريد زيارتك." عقدت حاجبيها بفصول: "من؟" ابتعد نوال
قليلًا وقال: "سنذهب لإحضار الحلوى والذهاب في نزهة." جرت خلفه تاركة آرون خلف ظهرها. صرخت: "نوال، انتظرني!" توقف نوال عن السير، يلتفت لها، تتقدم بسرعة منه وكذلك خلفها آرون يسير بهدوء. توقفت أمامه ليقوم بحمل جسدها بين يديه، يسير متجهًا نحو متجر الحلوى المفضل لديها.
...
قاطع مشاهدتها للتلفاز صوت طرق الباب. التفتت إلى الخلف، تنظر إلى آرون يتقدم ويفتح الباب ليأتيها صراخ. اقتربت بسرعة لتحضنه، تقرص خديه، انكمش وجه آرون بألم. قالت بصوت عالٍ: "كيف حالك آرون؟ اشتقت لك." وعادت لاحتضانه. مسح على ظهرها وقال: "أنا أيضًا."
أنت تقرأ
Among the tulips.
Romanceفي عالم مليء بالتحديات والصراعات، تجد توليب نفسها محاصرة بين الشهرة والمال. رمقت توليب ذلك الرجل عازف الجيتار باهتمام. جلس بجانبها رجل يرتدي بدلة فاخرة: "هل ستظلين تنظرين له فقط؟" دائماً ما تسألت توليب، لماذا هناك جو خانق بين الأخوة؟ هل هناك شيء لا...