"كيف يختفي الحُبّ؟
لو كنتُ أعرف أين يذهبُ البرق بعد توهجه لقلتُ لك كيف يختفي الحبّ، كالزلزال يأتي، كاللصوص يرحل، كالوجع يستولي عليك، وكالحلم يفارقك بكل ما فيه لحظة اليقظة."---
أغمض عينيه يستمع إلى موج البحر. أركّز السمع وهو يحلّ ربطة عنقه. تنفّس بعمق، أخرج علبة سجائره ثم راقص واحدة بين شفتيه. أمسكها، نظر لها معقدًا حاجبيه، كسرها ورماها بعيدًا.صرّ على أسنانه يحاول إبعاد الغصّة التي لم تعد تفارقه طوال صحوته.
سمع أصوات خطوات خلفه فتكلم بصوت هادئ متوقعًا صاحبها: "كارمن غادري."
أجابته بصوت منخفض: "وإذا لم أفعل؟"
سمع ما قالته ولكنه تظاهر بالبلادة، التفت برقبته تجاهها
وقال: "ماذا؟"تكلمت الأخرى بنبرة قلقة: "وأنت؟"
تنهد أرلوت وسار مبتعدًا عنها. لحقته ببضع خطوات، قالت بصوت متردد: "أرلوت!"توقف للحظة وأغلق قبضته بغضب
: "ألا تستطيعين التوقف عن ملاحقتي ولو لدقيقة؟"
نظرت كارمن أرضًا ثم قالت: "أنا لن أتركك وحدك."
تقدم باتجاهها، أمسك كتفها وأحكم قبضته عليه لتتلوى الأخرى بألم: "لماذا؟"صاحت كارمن بغضب ممزوج بالألم: "لماذا ماذا؟"
صك أرلوت على أسنانه وقال: "لماذا لا ترحلين بعيدًا عني؟"
دمعت عيون كارمن فمسحتها بخشونة وأكملت كلامها بنبرة ثابتة: "أنا لن أدعك لنفسك."قال أرلوت بعد أن أعطاها دفعة خفيفة، ولكنها أطاحت بها أرضًا بسبب كعبها العالي
: "أنا لا أقرب لك. فقط قذر كان يومًا ما فردًا من عائلتك المزيفة. ارحلي مثلهم جميعًا."
أمسكت كارمن رمل الشاطئ البارد بيدها وألقته على ملابسه
: "أيها الوغد! أنا أكرهك." أكملت بنبرة باكية: "اذهب أيها الفاشل، اشرب إلى أن تسكر وتظاهر بالنسيان، فأفضل ما تستطيع فعله هو الكذب."ابتلع أرلوت ريقه بمرارة ثم مد يده لها. صفعتها بقوة. استقامت وابتعدت عنه، راقب ظهرها وهي تبتعد، حاول أن يتمسك بظلها وأن يخبرها أنه يريدها ويحتاجها ولكنه لا يستطيع. هي ثمينة. هي الشخص الوحيد الذي يستطيع تسميتها
"عائلة"، ولكنه يحاول نسيان تلك العائلة....
جلس نوال على سريره يعزف على جيتاره الصغير.
تقدم أرلوت وجلس مقابله وقال: "أمي ضربتني مجددًا." رد نوال وهو يحتضن جيتاره: "إنها ليست أمك، لا تناديها بأمي."
قال أرلوت بصوت منخفض: "نوال، هل أنت تحبني؟"سكت نوال لثواني ثقيلة ثم أجابه
: "أنت أخي الكبير لذلك أنا أحترمك."نظر أرلوت إلى الأرض: "وآرون؟" أجاب نوال: "أنا أحب آرون."
أنت تقرأ
Among the tulips.
Romanceفي عالم مليء بالتحديات والصراعات، تجد توليب نفسها محاصرة بين الشهرة والمال. رمقت توليب ذلك الرجل عازف الجيتار باهتمام. جلس بجانبها رجل يرتدي بدلة فاخرة: "هل ستظلين تنظرين له فقط؟" دائماً ما تسألت توليب، لماذا هناك جو خانق بين الأخوة؟ هل هناك شيء لا...