في ما لا يعنيك ||16||

15 5 0
                                    

Everything within you is torn apart and then scattered in all directions, while you remain in the same place.
---
وقف ممسكًا سيجارة إلكترونية بيده، بينما وضع الأخرى في جيب بنطاله. خيّم الصمت على المكان حتى قطعه صوت خطوات كعبها العالي على الأرض. استدار بسرعة نحو مصدر الصوت، لتلتقي عيناه بابتسامتها المشرقة. كان شعرها المموج ينسدل برفق حتى منتصف ظهرها، وكانت ترتدي فستانًا أصفر لامعًا وتحمل قبعة في يدها.

تقدّم نحوها بخطوات واثقة، ليطوّق خصرها بذراعيه وسحبها برفق نحوه، دفن وجهه في عنقها. لتشعر بدفء أنفاسه على بشرتها، حاولت أن تمد يديها حول عنقه. فرفعها قليلاً لتتمكن من التشبث به بشكل أفضل، ثم طبع قبلة رقيقة على كتفها وهمس في أذنها: "اشتقت لك."

ابتسمت بخجل، فربّت على خدها بكفه. حاوط عنقها من الخلف، فأمسكت يده باحكام ورفعت رأسها نحوه قائلة: "كيف حال فيدرا؟"

ظل صامتًا، ينظر إلى بشرتها البيضاء وكأنه يبحث عن الكلمات المناسبة. تنهد بعمق، فتوقفت هي وأمالت رأسها بقلق وسألته: "هل كل شيء على ما يرام؟"

ابتعد عنها قليلاً وأخفض رأسه وقال بنبرة يملؤها الاضطراب: "لقد قسوت على أخي نوال."

تنهد ليكمل: "نوال نادرًا ما يشارك ما بداخله مع الآخرين، لكنني كنت الأحمق الذي دمّر كل شيء."

عقدت حاجبيها بعدم فهم وسألته: "هل تشاجرتما؟"

أومأ برأسه وهو يرمق عينيها البنيتين، فابتسمت له بهدوء. قال وهو يشيح بنظره بعيدًا: "أخبرني منذ فترة أنه يريد أن يعطيني حضانة فيدرا. جئت لأخذ الحضانة، لكنه رفض وبدأت أقول أشياء جارحة."

شد قبضته ليخفف ما يشعر به، فتقدمت نحوه واحتضنت ذراعه بيديها برفق. أخفض بصره نحوها، فوجد في عينيها الهادئتين طمأنينة. أمسكت وجهه بيديها وقالت: "آرون، عزيزي، اعتذر له وستتحسن الأمور."

رفعت يدها لتبعد خصلات شعره عن عينيه، والتقت عيناه الزرقاوان بعينيها. همست: "هيا." اكتفى بإيماءة.

أكملا سيرهما حتى وصلا إلى وجهتهما. كان صوت الأمواج الهادئة يتردد في الهواء، والشمس على وشك الغروب، تلون السماء بظلال البرتقالي والأحمر. راقبها وهي تسبقه بعدة خطوات، يشاهد كيف يتطاير فستانها الأصفر مع نسمات الهواء الخفيفة، بينما كان يحمل حذاءها الأبيض في يده. كانت تمشي حافية القدمين على الرمال الناعمة، تترك آثارًا خفيفة مع كل خطوة.

التفتت نحوه وابتسامة مشرقة تملأ وجهها، وضحكت بصوت عذب قائلة: "هيا!" وأشارت بيدها لتشجعه على اللحاق بها.

ابتسم بهدوء وتقدّم ببطء، غارزًا حذاءه في الرمال مع كل خطوة. كان ينظر إليها وهي تقترب من حافة الشاطئ، حيث كانت الأمواج تداعب قدميها. وقفت ورفعت فستانها قليلاً كي لا يبتل، ونظرت إليه بعيون لامعة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 15 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Among the tulips. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن