"لم يترك الحراس لي بابًا لأدخل
واتكأت على الأفق
ونظرت فوق
ونظرت تحت
نظرت حول
فلم أجد أفقاً لأنظر
لم اجد في الضوء إلا نظرتي ترتد نحوي."..................
أسند رأسه على كرسيه الدوّار وأغمض عينيه لوهلة، إذ كان عقله يبحر في بحر من الذكريات المؤلمة. الكوابيس التي لم تفارقه لياليه الباردة كانت كفيلة بأن تحرمه من النوم.
جلس أرلوت مع عائلته حول طاولة السفرة، عينيه مسلّطة على الطعام، لكنه لم يستطع منع نفسه من تذكر زوجة أبيه وأخبارها في الأسبوع الماضي. لم يكن يحبها، فلماذا تصر على إعداد نفس الطعام كل يوم؟ حاول أن يأكل متظاهراً بالصلابة، لكن كل لقمة كانت تشعره باضطراب شديد.
استقام أخيراً ونظر إلى والده قائلاً بفتور: "شكراً على الطعام." وغادر الطاولة بعلامات الضيق جلية على وجهه. كان يتساءل في نفسه، ماذا عليه أن يفعل؟ هل ينام جائعًا كل يوم؟
عندما دخل غرفته، وجد الأرضية مغطاة بالتراب. ألم تأتي الخادمة صباحاً؟ لم يهتم كثيراً، فهو بالكاد يمضي الوقت في المنزل.
توجه إلى والده الذي كان يحتسي شايه ببطء، وقال: "والدي، سأخرج في جولة."
لكن والده، ماكس، لم يرفع عينيه، واكتفى بالإشارة له ليبتعد.أخذ أرلوت دراجته الهوائية وغادر دون أن ينبس ببنت شفة. لم يخبر والده بأن معلمته طلبت منه إحضار أدوات الرسم، ولم يخبره أيضاً بأنه بحاجة إلى عدة هندسية لحصة الرياضيات.
سمع أخاه آرون يطلب ما لم يستطع هو التفوه به، وسمع ضحكات والده تتردد بحب وهو يتحدث مع أبنائه.تنهد أرلوت بعمق وهو يقود دراجته بلا هدف، يشعر بجراحه تتعمق، تصنع خندقًا بينه وبين عائلته.
توقف بجانب منزل كارمن، خائفاً أن يطرق الباب ويتم طرده كعادته. وقف أسفل نافذتها وألقى بعض الحجارة ليجذب انتباهها. فتحت النافذة ببطء وظهرت ابتسامتها، تلوح له وتطلب منه الانتظار.
نزلت كارمن، وشعرها مزين بشريط مألوف. أمسكه بلطف وسألها بتعجب: "أليس هذا الشريط الذي أعطيتك إياه؟"
هزت رأسها بابتسامة: "هل يبدو جيدًا علي؟"
شرد أرلوت وهو ينظر إليها، فضربته بخفة على كتفه لتوقظه من شروده. احمر وجهه ورد بسرعة: "لا، يبدو شنيعًا. اخلعيه."
عقدت كارمن حاجبيها بعدم رضا، لكنها لمست كذبته الصغيرة.ابتسم أرلوت وركب دراجته، وربت على المقعدة مشيراً لها لتجلس خلفه. تمسكت بيده لتعينها على الصعود، ثم شرد أرلوت في صمت بينما يقود دراجته. قطعت كارمن الصمت قائلة: "متى ستخبره؟"
عقد حاجبيه ونظر إلى الأفق: "كارمن، أنتِ تعرفينني، أنا لا آخذ ما لا يخصني." صاحت بسرعة: "إذاً أخبر والدك!"
رد عليها بصوت عالٍ ليلفت انتباه المارة: "لن يصدقني!" أكمل بنبرة حادة: "ألم تشاهدي رد فعل آرون في المدرسة؟ تصرف وكأنه لم يتعرف علي!"
أنت تقرأ
Among the tulips.
Romanceفي عالم مليء بالتحديات والصراعات، تجد توليب نفسها محاصرة بين الشهرة والمال. رمقت توليب ذلك الرجل عازف الجيتار باهتمام. جلس بجانبها رجل يرتدي بدلة فاخرة: "هل ستظلين تنظرين له فقط؟" دائماً ما تسألت توليب، لماذا هناك جو خانق بين الأخوة؟ هل هناك شيء لا...