Phaedra
---
انتشله من غفوته صوت المضيفة وهي تنبّهه أنهم وصلوا إلى وجهتهم بسلام. فتح آرون عينيه بتثاقل، متعبًا لكنه ممتن لانتهاء الرحلة. تناول حقيبته الصغيرة من المقصورة العلوية ونزل من الطائرة مع باقي الركاب.
استقل سيارة أجرة متجهًا إلى وجهته، متطلعًا لرؤية المناظر الطبيعية على طول الطريق. تشتت انتباهه بالمروج الخضراء الممتدة والأشجار الكثيفة التي تزينت بأزهار ملونة. السماء كانت تبدو كلوحة فنية، مع الشمس التي بدأت تغيب وتترك المجال للقمر ليضيء الليل.
عندما وصل إلى وجهته، دفع للسائق الأجرة ونزل من السيارة. وقف أمام باب الشقة وتردد للحظة، قبل أن يطرق الباب عدة مرات. لم يمر وقت طويل حتى سمع صوت خطوات صغيرة تقترب من الباب. قفزت تلك الصغيرة، فيدرا، بفستانها الأخضر القطني، من كرسيها الصغير لتصل إلى مقبض الباب. ظهرت عيناها اللامعتان من خلال منظار الباب، وشهقت بقوة عندما رأت من يقف خلفه. قفزت عن الكرسي بسرعة وفتحته، تصيح بفرحة عارمة: "أخي آرون!"
ابتسم آرون بعمق، تظهر غمازته العميقة، وحمل أخته الصغرى بذراعيه وعانقها بحرارة. دخل إلى الشقة، وجذب حقيبته خلفه، ثم أغلق الباب بلطف. أنزل فيدرا على الأرض وسأل بفضول وهو ينظر حوله: "أين نوال؟"
نظرت فيدرا إلى الأرض، تلعب بأطراف فستانها، وأجابت بصوت خافت: "لديه حفل موسيقي، لذلك أخبرني أنه سوف يتأخر."
عقد آرون حاجبيه بتعجب واستياء، ثم سأل بجدية: "وأين هي مربيتك؟"
استدارت فيدرا مبتعدة، تهرب من نظرات أخيها القلقة. لحق بها آرون مستفسرًا: "لماذا هربتِ؟"
شعرت فيدرا بتوتر غير مبرر، وهي تشعر أن هناك خطبًا ما: "لقد أصبحت كبيرة بما يكفي لأعتني بنفسي."
مسح آرون وجهه بغضب، ثم توجه نحو المطبخ وغمر وجهه بالماء محاولًا تهدئة أعصابه. ابتسم مرة أخرى وهو ينظر باتجاه أخته: "وإذا عطشتِ؟"
ابتسمت فيدرا بسعادة، وكأنها فخورة بنفسها: "أضع الكرسي كما فعلت قبل قليل."
رد آرون بسخرية: "وإذا وقعتِ وكسرتِ هذا الرأس الغبي؟" شعرت فيدرا بالخوف واحتضنت رأسها بصدمة. أكمل آرون كلامه بنبرة جادة: "وإذا اشتعل حريق فجائي في المنزل؟"
صاحت فيدرا بقلق: "أخي، توقف."
تقدم نحوها وضرب رأسها بخفة، مما جعلها تضع يدها على مكان الضربة بألم. توجه نحو الكنبة بإهمال، وجلس عليها ملتفتًا نحو التلفاز لينظر إلى الكرتون الذي كانت تشاهده. حاولت فيدرا الصعود على الكنبة لتجلس بجانبه، لكنه دفعها بخفة، فسقطت يدها وارتطم وجهها بأسفنج الكنبة. رفعت رأسها وهي تبعد خصلات شعرها عن وجهها، نظرت نحوه بحدة، لكنه ضحك بهدوء وألقى رأسه على ظهر الكنبة. تسلقت فيدرا واحتضنت ذراعه، محاولًا الجلوس بشكل أفضل بجانبه.
أنت تقرأ
Among the tulips.
Romanceفي عالم مليء بالتحديات والصراعات، تجد توليب نفسها محاصرة بين الشهرة والمال. رمقت توليب ذلك الرجل عازف الجيتار باهتمام. جلس بجانبها رجل يرتدي بدلة فاخرة: "هل ستظلين تنظرين له فقط؟" دائماً ما تسألت توليب، لماذا هناك جو خانق بين الأخوة؟ هل هناك شيء لا...