..........
سارت بجانبه تحاول مجاراة سرعته، لكن خطواته كانت أسرع ببضع خطوات. توقفت لثانية تلتقط أنفاسها وتحاول إراحة قدميها اللتين ضاقتا من الألم بسبب الرطوبة. "تبا للكعب العالي"، فكرت بصوت غير مسموع. التفت أرلوت وعاد باتجاهها: "لماذا توقفتِ؟"
نظرت إليه كارمن بوجهٍ يحمل علامات التعب وعدم الراحة: "أصابعي تؤلمني." تنهد أرلوت بصوت مرتفع، ووضع الأكياس على كتفه قبل أن يتقدم نحوها ببضع خطوات. وضع يده خلف ظهرها محاولاً دفعها لتسير بسرعة أكبر، لكنها شعرت بالانزعاج من تلك الحركة. "ماذا تفعل؟" سألته بغضب.
هز أرلوت رأسه إنكاراً: "أحاول مساعدتك."
عقدت كارمن حاجبيها وقالت بحدة: "هذا يؤلم!" استدار أرلوت ليعود للسير بخطوات سريعة، وقد بدا عليه بعض الحنق. لحقت به وهي تشعر كأنها تمشي على مسامير حادة تخترق باطن قدميها اللتين احمرتا بفعل الاحتكاك.
توقف أرلوت فجأة ودخل إلى أقرب مقهى في طريقهم. اندفعت كارمن نحو أقرب كرسي لترمي جسدها المنهك عليه، متسائلة في داخلها ما إذا كان يجب عليها أن ترافقه للتسوق من البداية.
أخرج أرلوت علبة سجائره بسرعة، أمسك واحدة ووضعها بين شفتيه مستعدًا لإشعالها بطريقة آلية. دون تفكير، سحبت كارمن السيجارة من يده بسرعة. أسرع أرلوت ليمسك يدها وقد بدا الغضب في عينيه، لكنه توقف للحظة، ثم ترك يدها واستقام من مجلسه: "اطلبي لنا القهوة، سأعود سريعًا."
مسكت كارمن يدها بصدمة، غير متفهمة سبب ردة فعله العنيفة. ألم يكن هو الشخص الذي طلب مساعدتها عندما ينسى شيئًا ما؟ شعرت بنظرات العاملين في المقهى تتجه نحوها، ظانين أنها هجرت للتو. كان الموقف محرجًا حد الموت.
ذهب لما يقارب النصف ساعة. مرت اللحظات ببطء وكأن الوقت أبدي لا ينتهي. ما الذي آخره؟ هل هذا مقلب؟ نظرت إلى مفاتيح سيارته الملقاة بإهمال في إحدى أكياسها. احتضنت كوب القهوة الساخن بين يديها، غارقة في أفكارها. رغم أنها لا تفضل القهوة عادةً، لم تمانع في تناول بعض المنبهات لتجديد صبرها.
عاد أرلوت إلى المقهى، وتحول نظر كارمن مباشرة نحوه. تجددت ذاكرتها عنه ونسيت قسوته الغير مبررة، وكأنها تقع في الحب لأول مرة مجددًا كلما نظرت إليه. وضع كيسًا ورقيًا على قدمها وأشار برأسه نحوها: "بسرعة، غيري حذائك ولنغادر."
ابتسمت له وهي تخرج الحذاء الرياضي الثالث لهذا الأسبوع. راقبها أرلوت بينما كان يقرع على الطاولة باستعجال، لاحظ أنها تواجه صعوبة بسبب شعرها الذي كاد يسقط أرضًا. رفع شعرها بعيدًا عن كتفيها، ممسكًا به بين أصابعه الخشنة. انتهت سريعًا ووقفت براحة.
أنت تقرأ
Among the tulips.
Romanceفي عالم مليء بالتحديات والصراعات، تجد توليب نفسها محاصرة بين الشهرة والمال. رمقت توليب ذلك الرجل عازف الجيتار باهتمام. جلس بجانبها رجل يرتدي بدلة فاخرة: "هل ستظلين تنظرين له فقط؟" دائماً ما تسألت توليب، لماذا هناك جو خانق بين الأخوة؟ هل هناك شيء لا...