"ربما تفضل الهروب أو البكاء من قدرك، ولكن لا تنس أن جحيمه صمم خصيصًا لأجلك."
........
جلست توليب تراقب والدها بصمت بعيون محمرة، فالبكاء طوال الليل أضاف إليها مظهرًا بائسًا. تستمع لأنينه المنخفض أثناء نومه، صكت على أسنانها بغضب واستقامت لتذهب إلى الحمام. وضعت رأسها أسفل المغسلة ثم بللت شعرها ورمته للخلف، نظرت في المرآة وقالت بغصة: "سرطان!"
خرجت لتجد والدتها تحتضن يد زوجها بحزن وهي تصارع الدموع محاولة عدم البكاء أمام جسده الذي أنهكه هذا المرض الخبيث.
تقدمت توليب لتجلس على حافة السرير ووضعت يدها بين خصلاته تداعبه، فسقطت خصلة شعر تعلق بين أصابعها. أحاطت فمها وشهقت بصدمة. التفت إليها وقال بنبرة متعبة: "ما الذي يحزن صغيرتي؟" قالت توليب بصوت منخفض: "شعرك..." قال والدها: "أوه، نسيت أن أحلقه. لا تخافي، عندما أشفى سيعود." سقطت دموع توليب، رفع يده ليمسح دموعها بأنامله "لما البكاء يا صغيرتي؟" شهقت توليب واضعة يديها على فمها كاتمة شهقاتها. ليس الآن، لقد خرجت نوبة البكاء أمام والدها. ارتمت في حضنه.
ظلت والدتها تقف تنظر بحزن إلى حال ابنتها. نوبات الغضب، الحزن، لقد ذبلت وردتها توليب. تنهدت بحزن ماسحة دموعها.
خرجت توليب من الغرفة تسير في رواق المستشفى وتتجه نحو سيارتها، جلست تسند رأسها للخلف وهي تنظر إلى المرآة الأمامية للسيارة. ضربت المقود عدة مرات ثم وضعت رأسها تريحه عليه، شعرت بقلبها يزداد نبضه بسبب انفعالها.
رن هاتفها لترد بنبرة مرهقة: "أجل، كريس، ما الخطب؟" أجابها الآخر: "هل كتبت العقد؟" قالت بصوت حائر: "لا أعلم، إذا كانت هذه الشقة مناسبة أم لا." تنهد المتصل: "سعر الإيجار منخفض كما أنها قريبة من الشارع الرئيسي." ردت بصوت متعب: "سأذهب لأجهز الأغراض، سنغادر غدًا." قال كريس بصوت قلق: "هل تحتاجين مساعدتي؟" أجابت بسرعة: "لا، شكرًا، أنا وأمي نكفي."
أغلقت توليب الاتصال ثم أغمضت عينيها تحاول أن تبتلع نوبة الغضب التي تداهم عقلها.
وقفت توليب بجانب باب المبنى السكني تستمع لصوت أقدام يقترب، وقفت جانبًا تنتظر الشخص ليفتح الباب أولاً. خرج رجل أنيق ووقف يهندم ملابسه. نظر إلى يمينه ليجد توليب تقف. لف عنقه ثم قال: "آنسة توليب؟" ابتسم لها بهدوء.
أجابت توليب بتشكك: "أجل، من حضرتك؟" رد عليها بصوت محترم: "أنا آرون، الأخ الأكبر لفيدرا." فكرت توليب تحاول أن تستنطق ذاكرتها فنجحت بالتذكر: "أوه، لقد تذكرتك. كيف هو حال فيدرا؟"
حمل آرون الصناديق القابعة أمامها ثم قال: "إنها بخير، لابد أنك انتقلت إلى هنا." أجابته بابتسامة مجاملة: "أجل، في الحقيقة، لقد شعرت أن هذا الشارع مألوف بالفعل." رد الآخر: "أين هي شقتك؟"
أنت تقرأ
Among the tulips.
Romanceفي عالم مليء بالتحديات والصراعات، تجد توليب نفسها محاصرة بين الشهرة والمال. رمقت توليب ذلك الرجل عازف الجيتار باهتمام. جلس بجانبها رجل يرتدي بدلة فاخرة: "هل ستظلين تنظرين له فقط؟" دائماً ما تسألت توليب، لماذا هناك جو خانق بين الأخوة؟ هل هناك شيء لا...