ينبغي أن يتعلم المرء من تلقاء ذاته أولًا كيف يعيش، قبل أن يتهم الآخرين ويلقنهم الدروس."
- دوستويفسكي
.....
نقرت بأناملها على لوحة مفاتيح الحاسوب المحمول الذي تضعه على قدميها. كانت الغرفة مضاءة بأشعه الشمس تعطي شعورًا دافئًا للمكان. تقدم نحوها وبيده كوبين من القهوة، جلس على الكرسي المقابل لها ووضع الكوبين على الطاولة الصغيرة التي تفصل بينهما.
نظرت إليه بهدوء عندما قدم لها كوب النسكافيه الذي اعتادت دائمًا أن تتساءل عن سر مذاقه الفريد. أجاببته المعتادة: "أضع الحليب الساخن فقط." لطالما كانت تجد تشابهًا بينه وبين مستر سلطع الذي يخبئ وصفته السرية عن الجميع.
بينما كانت غارقة في أفكارها، أغلق الحاسوب على يديها ، مقاطعًا سيل أفكارها. كانت على وشك قول شيء عندما فاجأها بوضع قطعة من البسكويت في فمها. ضيقت عينيها محاولةً التعبير عن احتجاجها، لكنه تجاهلها واحتسى كوب القهوة السوداء ببطء.
ابتلعت البسكويت وقالت بحماس وهي تميل رأسها نحو الجانب: "الليلة!"
رفع رأسه عن الهاتف ونظر نحوها قائلاً بنبرة مشابهة لها: "الليلة؟"
ابتسمت وأضافت بلهفة: "سنذهب لحفلة موسيقية."
عقد حاجبيه وقال: "كارمن، لا أعلم إن كان لدي عمل في المساء."
نفت برأسها، وبدأت تبحث عن شيء في حقيبتها، لتخرج تذاكر حمراء اللون، مدت إحداها نحوه وقالت: "لقد خططت لكل شيء، لا مجال للتراجع."
نظر إلى التذاكر بتمعن، ثم حك عنقه وتنهد قائلاً: "سنرى في ما بعد."
لكنها كانت مصممة، نظرت إليه بتحدٍ وقالت: "لا يوجد تراجع. ."
............
رمقت مظهرها الأخير بفستان زيتي اللون يصل إلى ركبتيها، مميز بأكمامه الشفافة . ارتدت حذاءً بكعب أبيض عالٍ يلتف برباط حول كاحليها، مما أضاف لمسة من انيقه .
ابتعدت عن المرآة الكبيرة التي كانت مثبتة بجانب باب المنزل الأمامي، وفتحت الباب بحركة سريعة ، ألقَت نظرة أخيرة على الداخل قبل أن تغلق الباب خلفها بإحكام. تحركت بخطوات رشيقة نحو المصعد، وضغطت على الزر وانتظرت بضع لحظات.
بعد لحظات، فتح المصعد بابه الحديدي بصوت معدني خفيف، فدخلت وأغلقت الباب خلفها. ضغطت على زر الدور الأرضي،
أنت تقرأ
Among the tulips.
Romanceفي عالم مليء بالتحديات والصراعات، تجد توليب نفسها محاصرة بين الشهرة والمال. رمقت توليب ذلك الرجل عازف الجيتار باهتمام. جلس بجانبها رجل يرتدي بدلة فاخرة: "هل ستظلين تنظرين له فقط؟" دائماً ما تسألت توليب، لماذا هناك جو خانق بين الأخوة؟ هل هناك شيء لا...