القليل من الحب الذي عشناه

53 6 5
                                    

 

                             وجهة نظر بيلا :

- ذكريات الماضي / فصل الصيّف 

- كنت أمشي نحو الغابة  جلبت معي بعض الأكل و أول ترياق ، الأيام الثلاث الأولى بعد الترياق  أجبرت على الإبتعاد عنه وبعد ذلك يمكننا الإجتماع مجدداً  لذا كان هذا آخر لقاء ...

- كان يجلس على شجرة إنهارت وإستقرت على الأرض في بستان واسع يؤدي للغابة، ظهره يقابلني ولا يزال يحتفظ بردائي الأسود منذ ذلك اليوم .. إلتفت حوله  وتوقفت أخفظ يداي التي أحمل بها السلة : مرحباً...

- رفع وجهه ناحيتي ؛ نظر إليّ شعرت أنه سيبتسم و لسبب ما لم يرد التحية ،جلست بجانبه ووضعت السلة بيننا .

- بيلا : أحضرت لك طعامك المفضل ...

- ليفاي : شكراً ...

-  بيلا : ألن تأكل ؟

-  ليفاي :إعتدت على القليل من الأكل .. لذا أنا لست جائع لكن بالتأكيد لاحقاً سأكل منها ..

- قالها وهو ينزل السلة الى الأسفل  ،ثم عاد إلى التحديق بي ، لم أحاول منع إبتسامتي لكنني أهرب بعيني بين الفينة والأخرى ، لقد لاحظت أنها طريقته في التعبير عن الحب ، لم يقلها يوماً عوضاً عن ذلك يتشكل بريق في عينيّه حين ينظر إلي و يكاد يبتسم ...

-  ليفاي : لقد قمت بتغير تسريحة شعرك اليوم ! ... إنه يبدو جميلا عليك ..

  - أصبحت إبتسامتي أكبر وشعرت بالامتنان حقاً لكن لم أستطع التحدث لقد خجلت وإبتلعت صوتي وكل شجاعتي ... كنت قد ضفرت كلتا جانبي غرتي الأمامية و وضعتهما إلى الوراء لرفع شعري قليلا عن رقبتي .. كان من أجمل الردود الغير متوقعة التي تلقيتها منه .

- بيلا : آه شكراً....... إنه الصيف ،علي رفع شعري على أي حال ..

- ليفاي : لكنه يبدو مسدول إلى الوراء ... هذا ليس فعالاً ..

-أنزلت رأسي وأجبته بهذه الوضعية ، أصبح النظر إليه أصعب و لطالما زادني هدوءه إضطراباً.  : لا زلنا في بداية الصيف ..لا بأس بذلك للأن .

- ليفاي : إقتربي بيلا. دعيني أجّرب شيئاً على شعرك ..

- بيلا : ها... آه كيف ؟

ليفاي : إجلسي على العشب  ، هنا ..

- كان يشير إلى ما بين ساقيه ، هل هذه خطوة صحيحة لقد تجاوزنا الكثير من التحذيرات ... لكنني أخدع نفسي كنت أقول كل هذا وأفعل تماما ما طلبه مني .

- جلست على الأرض وأنزلت  القنسلوة ، وضع يده على شعري وأخرجه من تحت ردائي  ، غزّت القشعريرة جسدي ، لم أعهدني لهذا الضعف ولا بهذه الحساسية ...
في كل لحضة كان يسمح بها شعري تنتابني موجة من الوخز اللطيف خلف رقبتي وتنشتر إلى جسدي ، سأكذب إن قلت أنني كنت يقظة ، كنت منومة مغناطسياُ حتى تحدث وإستعدت رشدي..

ليفاي : لقد رأيت فتاتين في القرية يقومان  بضفر شعرهما،  بدى  الأمر لطيفاً  ..

- بدأت استشعر حركاته وشعرت بسخونة وجهي ..

- بيلا : لذا قررت أن تجرب الأمر عليّ ؟

- ليفاي : أردت سبباً لنقترب أكثر ..

- لم يسعني سوى الضحك بخفة  ،يبدو أنه إنتهى لكنه يعيد لمس بعض الأماكن ، لن أنهض على أي حال ،سأتظاهر أننيّ نسيت ...  : سيكون علينا أن نبتعد مؤقتا عن بعضنا البعض ..

- ليفاي : ....

- بيلا : لقد جلبت أول ترياق ، عليك شربه في الليل قبل النوم ..

- ليفاي :  إذا سأقوم بزيارتك للمرة الأخيرة ليلاً قبل أن أتناوله ..

- إحتجت لدقيقة لهضم ما قاله تماماً : ماذا تقصد  "للمرة الأخيرة " ؟ .... .أجابني وهو  لايزال يلمس شعري في أماكن عشوائية : أتظنين أن داسك الوحيد الذي يجيد التسلل ليلا إلى غرفتك ؟

- بيلا : .....

ليفاي :  أنا  مصاب بالأرق ...منذ يومي الأول وأنا أتسلل إلى غرفتك ليلاً وأنام  على كرسيّ مكتبك .....  لقد وجدت راحتي هناك حين كان كل شيئ غريب وجديد عليّ  ، و من ثمَّ لم أرد التغيير ....

- بيلا : إذا كنت تجلس وتشاهدني نائمة ..؟.

- ليفاي : أحياناً..  أنت تبدين كالأموات عندما تكونين نائمة..
 
- لم أستطع الرد بل بقيت ملامحي كما هي ، مجدداً هذه الردود الغير متوقعة ..

- ليفاي : كان عليّ أن اقترب أكثر من مرة ، للتأكد من أنك تتنفسين ..

تنهدت بإستسلام :  لا أعتقد أنني سأعتاد على نكاتك الحادة .

  ليفاي :  لقد ... لقد إنتهيت ما رأيك !!! .

-  أسدل الضفيرة على جانبي   ورأيت أنه قد وضع زهورا صغيرة  من البستان  ، بيضاء وصفراء  بين الثنايا ، لم ألاحظ متى وضعها أو قطفها ...

تحرك قليلا وجلست على ركبتيّ وإلتفت إليه وأنا أمسكها : ...... أنت مليئ بالمفاجآت. لقد أحببتها .

ليفاي : إقتربي ، دعيني أضع زهورا على ضفائرك  الأمامية لتبدو مثل التاج ...

- يا إلهي هل بدأت الرابطة تعمل أم ماذا ؟.لقد فسرت بروده بأنه منفصل عن ذئبه لهذا لا يملك شغفاً كبيرا أو على الأقل واضحاً تجاهي   ، لكن الآن لطفه أصبح غريباً ، إقتربت منه ووضعت رأسي وعيناي للأسفل ولايزال وجهي ساخناً ..

- عندما إنتهى أعاد النظر إلي قابلته النظر ببراءة ليس خداعاً. وإنما لأنني أشعر بالضعف  فقال لي :  هناك شيئ على وجهك... كنت شبه أهمس له ولم أفهم لما ؟ ربما لشدة قربه :   ..ها ماذا !

ليفاي : سحابة وردية ... ربما إذا لمستها بشرتي الباردة فستصبحين أفضل ...

- لقد توقفت عن التنفس ،  وضع يده على وجهي ومسح بإبهامه على خدي ، أي وباء هذا ؟ أم أنه يغازلني !! إنفجرت بصوت مسموع أشتكي و إبتسامتي من أذن إلى أذن :  أوي .. أنت تغيظيني  عمداً ! وتبحث عن أعذاراً للمسي.

- ضحك ليفاي والبريق في عينيه ، كنت أرى إبتسامته لأول مرة كانت عفوية وصادقة : ربما لسْت وحْدك الطَرف المجنُون هنا ...

                   ..........................

رفيق آخر..| Another Mateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن