أويمياكون

46 5 5
                                    


- الوقت الحاضر / فصل الربيع / أويمياكون .

- أردت أن أملئ وقت الفراغ بالتحدث لشخص ما حتى نصل إلى وجهتنا ... لم نقترب إلى أويمياكون والآن أضع فوق كتفي معطف الفرو والأخر قمت بلفه حول ساقيّ ...البرد قارس ربما سأصل إلى أويمياكون في شرنقة من الفرو وأتحول إلى ثعبان جليدي ...الأول من نوعه في المنطقة .

- سارة أمامي تبدو دافئة ولست قلقة بهذا الشأن ، أتمنى أن لا تتدهور علاقتي مع مملكة المستئذبين فقد عالجت ذكرياتها وحذفت كل ما سردته لها ، تخللني شعور بالذنب لما بدأت الأمر حتى ؟.... لطالما أبقيت الأشياء التي تؤذيني سراً وشاركتها حين تصبح دون تأثير عليّ ، و رغم أنني لازلت أقنع نفسي أنني متقبلة لما حدث إلا أنّ المواقف والقدر الذي جمعني مع ليفاي لا يزال أمراً لا أرغب بسماعه من لسان شخص أخر .....

- نزلنا وبدأنا نتمشى ..عندما لامسني الهواء على بشرة وجهي شعرت أن طبقة من الجليد تكونتّ على جلد جسدي بأكمله .... حاولت التحرك بحذر ، لا أرغب بالسقوط وأطمع أن تضيف بعض الخطوات السريعة حرارة إلى جسدي ...

- تقدمنا حيث بدءت المنازل. ..بالنسبة لي تبدو كمنعطف يؤدي إلى قرية صغيرة تنتشر المنازل والأكواخ وبيت القطيع هناك معروف من حجمه ..شيئاً فشيئاً بدء سكانها في الظهور و دخلنا لتجمعهم ...أظنني في السوق الأن .. أشبه بساحة واسعة به محلات مفتوحة عبارة عن طاولات لا تقدم سوى أساسيات الحياة ... معاطف فرو ... حطب ... أسماك .. قدور للطبخ . موقد كبير في الوسط للأسف تم إطفاءه ..وإلا هرعت إليه مباشرة ورميت رسميات التعارف عرض الحائط ..

- رأيت مجموعة الذئاب التي رافقتني تتوقف على جنب تتحدث مع شخص ما ، يبدو قوياً ورسمياً يرتدي معطفاً فاتح اللون يصل إلى فخذه ،سروال رمادي من قماش يبدو متيناً وحذاء من الجلد ليس محشواً من الداخل بقدر خاصتي .

- إنفتحت المجموعة وتفرّعت لتترك له الطريق للوصول إلي كل ما أرى هي أقدامه الأن أردت الانحناء والتحية لأن أسناني كانت تصطك ببعضها من شدة البرد فنزلت القنسوة الخاصة بمعطف الفرو أكثر علي ومع إرتدائي لقبعة بت أتصارع مع رفعهم عن وجهي وشّد المعطف في نفس الوقت ...

سمعته يقول : - هل هي المعالجة التي ننتظرها ....
لم اسمع رداً ، بالتأكيد قاموا بالإيماء له ، قدمت لي سارة يد العون ، وحين أصبحت الرؤية واضحة كانوا قد تخطّوْني ....

- وصلنا لمنزل كبير نوعاً ما وراء بيت القطيع ...كان منزلناً من طابقين ، غرفة المعيشة تبدء مباشرة من المدخل ، واسعة وهناك موقد على يميني مع مجموعة من الأرائك وعلى يساري حائط يحتوي على رف كتب ومباشرة للأمام يبدو باب مطبخ مفتوح وبجانبه سلالم تؤدي للأعلى ....
إتجهت مباشرة للموقد وهمست لسارة بأن تتبعني ..تقدمت وجلست على ركبتي ورفعت يدايّ له وعاد الإحساس لأطرافي ... لا أدري ما يحدث ورائي كل ما يهمني هو الشعور بالدفئ...

رفيق آخر..| Another Mateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن