الفصل الخامس: لستُ أدرس كيف خان

67 8 0
                                    

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الثبات على المبدأ ميزة لا يملكها "عمر"، هاهو يقف أمام ذاك البيت، طرق فلم يجد مجيب كالعادة، دار حول البيت علّه يجد أي منفذ يدخله، فرجع خائب الرجاء. و حين حاول الوصول لموقعهما عن طريق السّجلّ المدنيّ أخبروه بالعنوان ذاته. كل السبل تؤدي إلى تلك الشقة الخاوية.

مرّت برأسه ذكرى حين سألته والدته و قد كان يبدو عليها الهمّ:
- "عمورة" يا حبيبي، هو لو أنا و بابا اختفينا أو مشينا و معرفتش تلاقينا، هتنسانا؟
فُجع الصغير من سؤالها و رد بسؤال آخر:
- هو أنتم ناويين تتخطفوا قريب؟
سمعهما والده الذي رد عليه:
- هو في حد بينوي يتخطف يا حبيبي؟ و بعدين ماتشغلش بالك ديه ماما بتهزر معاك.
ثم جذب أمه و هو يخبرها ألا تسأل الولد أسئلةً كهذه مجددًا كي لا تفجعه.
لم يجبها حينها، لكن الإجابة ظلِّت مخفورةً في صدره و هي ألّا سبيل لنسيانكِ يا أمّي.

                                   ∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆

نهض "إبراهيم" ليرى من الطارق فوجد أخاه "إسماعيل" يطلب  منه النزول مع زوجته قائلًا بأنها مفاجأة تخصه فعل "ابراهيم" ما طُلب منه و نزل و زوجته ليركبا سيارة "إسماعيل" التي قادها حتى وصلوا إلى فندق راقٍ وسط تعجب الزوجين مما يفعله "إسماعيل" فجأة دون مناسبة بخلاف عادته، صعدا فوجدا أن "إبراهيم" قد حجز غرفة لهما و غرفة له و لزوجته. سأله "إبراهيم" متعجبًا:
- ايه ده يا "إسماعيل" بمناسبة ايه؟
رد أخوه كاذبًا:
- عادي من غير مناسبة، أنا قلت نغير جو شوية و أخدت أجازة من شغلي و خدتلك أجازة من شغلك أنت كمان... خلينا نقضي يومين رايقين كده مع بعض.
قالت "هدى":
- طب ما قلتش ليه كنا جبنا معانا حاجتنا بدل ما احنا مش عاملين حسابنا كده؟
- هجبلكم كل حاجة عايزينها ماتشغلوش بالكم.
استغرب الاثنان مما يحدث لكنهما لم يعترضا.

سألت "هدى":
- اومال فين "شيرين" مراتك؟
- اه موجودة بس نايمة... احنا حاجزين الاوضة الي جنبكم هنا، ناموا أنتم دلوقتي و الصبح نبقى نشوف هنعمل ايه.
قالها "إسماعيل" و هو يشير نحو غرفة تقبع بجانب الغرفة التي يقفون على عتبة بابها ثم استأذنهما للذهاب لحاجة لديه.

عاد "إسماعيل" لبيته ثم فتح باب الغرفة الموصد بمفتاحه حيث حبس "شيرين"زوجته. بمجرد ما فتح الباب توالت الأسئلة على رأسه منها:
- عملت ايه؟ طب اتصرفت مع "عمر" ولا مع أخوك؟ ناوي على ايه؟
غضب كثيرًا فور أن سمع صوتها الذي بات يستفزه:
- شش.. بس بقى
- طب قل لي عملت ايه طيب؟
- اتصرفت... ما يخصكيش، عايزة تعرفي ليه أساسًا؟
- طب أنت هتفضل حابسني كده كثير؟

شعرت في تلك اللحظة بأنه سيفترسها بين أنيابه و هو يقول:
- يا بجاحتك يا شيخة... أنتِ مستنياني أخرجك بعد الي عملتيه؟ أنتِ تنسي إنك تشوفي نور الشمس ده من أصله.
ثم اقترب يمسك خصلات شعرها بغلظة مستطردًا:
- أنتِ تنسي كل حاجة، ماعدا حيطان الاوضة ديه.
تأوهت عاليًا بسبب جذبه شعرها فتركها قبل أن يرحل هو و  تنظر هي في أثره بمقت.

هل بعد الفراق يا أمّي لقاء؟Where stories live. Discover now