الفصل العشرون: صمت كل شيء

61 4 0
                                    

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

كانت "أروى" تجلس على أريكةٍ استقرّت في غرفتها  حين دخلت عليها "مديحة" زوجة خالها، داعبتها ببعض الجمل المازحة قبل أن تفاتحها في أمر "جنة"، قالت "أروى" بضيق:
- ماشي ماشي
قالت "مديحة" بانفعالٍ طفيف:
- هو ايه الي ماشي ده أنتِ بتاخديني على قد عقلي يا بت أنتِ؟!
- عايزاني أعمل ايه يعني أقوم أحضنها دلوقتي؟
- يا حبيبتي سامحيها والله اتغيرت، ديه مموتة نفسها من العياط كل يوم من الذنب، هي نفسها تفتح صفحة جديدة ساعديها.
شعرت "أروى" بضجر تصاعد إلى اختناق، كيف فكرت "مديحة" بإمكانية تعاطفها مع "جنة"؟!! ردّت بنبرةٍ وابتسامةٍ ساخرتين:
- تكّرهني في حياتي سنين و تعيط أسبوعين فالمفروض تصعب عليّ.
حاولت "مديحة" استمالتها مجددًا فتنهدت ثم قالت و قد انكمشت ملامح وجهها:
- العفو صعب
ربتت "مديحة" على فخذها قائلة:
- العفو تحرر
صدقت "مديحة" فالعفو تحررٌ من قيود الغلّ و زنازين الكره، العفو هو ما قد يجعلك تمضي للأمام.
 
خارج الغرفة كانت "جنة" تتصنت عليهما قلقةً مترقبةً ملصقةً أذنها في الباب حين وجدتها "إيناس" على تلك الحال فقالت متفاجئة:
- ايه ده يا "جنة" أنتِ بتتصنتي؟!
أجابت "جنة" مشيحةً بيدها غير مكترثة لما قالته شقيقتها:
- استني بس
سمعت "إيناس" كلماتٍ متبادلة بين والدتها و ابنة عمّتها فتفّهمت سبب وقوفها، فقالت:
- طب روحي أنتِ يا "جنة" دلوقتي و أنا هبقى أقول لك الي حصل ماينفعش تقفي كده.
نظرت لها "جنة" نظرةً راجية قبل أن تمنحها "إيناس" نظرةً واثقة، رحلت "جنة" ثم دخلت "إيناس" تزامنًا مع خروج والدتها فسألت:
- ماما ضايقتك؟
أجابت "أروى" متهكمة:
- كنتي بتتصنتي علينا ولا ايه؟
- لا خالص ده أنا سمعتكم بالصدفة و أنا داخلة.
قالت "أروى" بصوتٍ خلا من العاطفة اعتادته "إيناس" منها حين تتحدث عمّا يضايقها:
- وعمومًا لا ماضايقتنيش.
لم ترد "أروى" أن تستفيض في ذكر ضيقها من "جنة" فصمتت. سمعت "أروى" صوت خطوات "إيناس" خارجةً من الغرفة فسألت:
- مش هتغيري هدومك طيب؟
إذ كانت لا تزال ترتدي بذلة عملها بالمستشفى.
ذهبت "إيناس" إلى شقيقتها لتنقل لها عدم ترحيب "أروى" بفكرة المسامحة، سألتها "جنة" بعينٍ دامعة:
- "إيناس" أنتِ مصدقة إني بحاول أتغير صح؟
عانقتها "إيناس" مطمئنةً و هي تقول:
- مصدقاكِ والله بس "أروى" صعب تصدق بعد كل ده.

                                 ∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆

صعدت "شيرين" حيث شقة "إبراهيم" و "هدى"، فتحت لها "هدى" قبل أن تشهق واضعةً صدرها على فيها ثم تقول:
- في ايه يا "شيرين"؟ مالك عاملة كده ليه؟!
كانت تقصد مظهرها المشعث. ربتت "هدى" على كتفها إذ لاحظت ذعرها قبل أن تصرخ "شيرين":
- ابعدي عني
ابتعدت "هدى" مذعورة ثم سأل "إبراهيم" عن حالة "شيرين" مجددًا فقالت "شيرين":
- كل حاجة هتتكشف خلاص، "إسماعيل" هيتفضح النهارده.
استطردت بجسدٍ مرتجفٍ و أنفاسٍ متقطعة تحت نظرتيهما المتعجبة:
- "إسماعيل" هو الي سجنكم.
دخل "إسماعيل" إلى الشقة المفتوح بابها تزامنًا مع إنهاء "شيرين" جملتها فسحبها من شعرها بعنف و هو يقول غاضبًا لاهثًا:
- أنتِ ايه الي جابك هنا يا قذرة؟ تعالي معايا.
قبل أن يعلق أيٌّ من "إبراهيم" و "هدى" قالت "شيرين" بعدما تأوهت:
- اوعي يا حقير سيبني.
كان "إسماعيل" نزل من مكتبه بالأعلى ليلمح باب الغرفة التي حبس بها "شيرين" مفتوحًا، خرج للشارع فوجدها تعدو فذهب خلفها.

هل بعد الفراق يا أمّي لقاء؟Where stories live. Discover now