حدقت إيريكا به للحظات فملامحه لم تكن واضحة لها جيداً، بعد بضع ثواني رأيته يرجع للداخل مجدداً و ترك الباب مفتوح.
اتجهت إيريكا ناحية تلك الغرفة و دخلت الغرفة التي كانت واسعة جدا ذات جدران بلون غامق بعض الشيء و هناك مكتب في احدي أركانها و سرير كبير في المنتصف و ستائر تمنع أي ضوء من الدخول سوى إضاءة خفيفة تكاد تنير المكان .. لم تكن الغرفة بها أشياء كثيرة فقط ما قد يحتاجه رجلاً مسن مدمن علي العمل كما يبدو حيث أن مكتبه عليه أوراق و ملفات و هناك عدة أرفف ناحية المكتب بها ملفات و مستندات كثيرة.حدقت بمختلفتي اللون خاصتها به .. جدها الذي لم تراه في حياتها سوى الآن .. جدها الذي لم تكن تعلم عنه من الأساس سوى من وقت قريب .. جدها الذي هو السبب الرئيسي لخسارتها رجلها الأول .. والدها.
كان روبرت يعطيها ظهره بينما يشعر بنظراتها تخترقه، بينما هي صامتة و الصمت القاتل يسود المكان قرر هو كسر الصمت أولاً قائلاً:-يمكنكِ الجلوس.
ظلت إيريكا صامتة لبعض الوقت حتي صدر منها ضحكة ساخرة و قالت:
-أتعتقد أنك تستطيع احتجازي في تلك الغرفة لوقت طويل؟!
التفت لها روبرت بمقعده المتحرك ليقابلها وجهاً لوجه و قال:
-بقائك لذلك الوقت في الغرفة دون فعل أي شيء أثار دهشتي ف أنا أعرف أنكِ لستِ بالشخص المستسلم او حتي الهاديء.
قالت إيريكا و هي تنظر بعينيه العشبية التي تشبه خاصة ماريا والدتها:
-سمحت لك ببعض الوقت للإستمتاع قبل أن أرسلك للجحيم.
ضحك روبرت بخفة ثم تحولت ضحكته إلي سعال بينما إيريكا مازالت تحدق به بنظرات جامدة تحمل الشر و الغضب .. تحمل الأنتقام.
نظر لها روبرت مطولاً ثم قال بنبرة هادئة و ابتسامة صغيرة تكاد تظهر علي محياه:
-تشبهين والدتك كثيراً في إصرارك و عنادك هذا.
صمت لبعض الوقت و هو يحدق بحفيدته التي لأول مرة تسمح له الحياة أن يراها عن قرب ثم أكمل:
-لطالما كانت عنيدة و تفعل ما برأسها حتي إن كان خطأ حتي إن كان سيقتلها مثلك تماماً عندما ذهبتي لتتعاوني مع روستيسلاڤ الذي كان لربما يفضل قتلك و قتل آرثر خلفك لكنه كان ذكي كفاية ليختار التعاون معكِ و غبي أيضاً ليقع بحبك.
أقتربت منه إيريكا و هي مازالت تحمل نفس نظرتها تلك و قالت:
-ما الذي تريده روبرت؟!
أنت تقرأ
مختلفتي اللون / Different Color
Romanceتعيش حياة لم تكن تتمناها يوماً فقط لتأخذ ثأرها من الذين سلبوا منها عائلتها و سعادتها الوحيدة سلبوا منها والدها ... ظلت تسعي سنوات و قد اقتربت اخيراً من تحقيق مرادها لكن لم تفكر قد كيف ستكون حياتها بعد تحقيق ما سعيت لأجله اغلب سنوات عمرها.