part 26

142 13 0
                                    

كان المنزل يشع بهالة من الفخامة و الرقي ...وكانت النوافير تتراقص بمياهها المنعشة تحت أشعة الشمس الذهبية...العاملات كنّ منشغلات بتنظيف كل زاوية بدقة...كان هناك جو من النشاط والانتظار، كأن المكان يستعد لاستقبال ضيف طال انتظاره

قالت إحدى الخادمات - لقد اتى

و بسرعة راحوا يركضون ويفلتون كل ما كانوا يقومون به ....وارتفعت رؤوس العاملات والعمال بتلهف. كانت القلوب تخفق بشدة، والهمسات المتوترة تنتشر كالنار في الهشيم...

وتوجهوا مباشرة الى حيث النوافذ ليراقبوا تلك السيارة وهي تقترب من البوابة الكبيرة

- هل تعتقدون أنه هو؟

همست إحدى العاملات بلهفة، وعيناها تتسعان بتوقع

- نعم، يجب أن يكون هو

رد عامل آخر بصوت خافت، وابتسامة متوترة تتسلل إلى وجهه

ركضت إحدى العاملات الى غرفة السيدة كايا و طرقت الباب قبل ان تدخل و تقول بأدب

- أظن انه عاد سيدتي

تركت السيدة كايا ما في يدها وقالت بإنفعال و بهجة

- حقا ؟ يا إلهي لا اصدق ... انه عاد أخيرا

وبسرعة خرجت من غرفتها بخطوات سريعة لكنها حذرة، وكأنها تخشى أن يكون ما تسمعه حلماً قد يتبخر في اي لحظة .... وعبرت القاعة الكبيرة التي كانت مزينة بأجمل التحف والأثاث الفاخر، ولكنها لم تكن ترى شيئاً سوى الباب الأمامي الذي يفصلها عن ابنها

ونزلت آنيا من غرفتها و هي تصرخ بحماس

- لقد عاد .... أخي عاد

كانت السيارة السوداء الأنيقة قد توقفت ببطء أمام المدخل الكبير، وخرج منها شاب طويل القامة... ذو ملامح رجولية ... وملابس أنيقة ... ونظارات دائرية .... و قد بدا شخصا طيبا .. وكان السكريتير الخاص

سألته آنيا بخيبة - أين اخي ؟ ألم يأتي بعد ؟

حياهم الشاب برسمية و قال

- أعتذر سيدتي ولكن اضطر للبقاء بسبب التزامات عمل مفاجئة...وطلب مني ان أنقل بعض اغراضه الى هنا

كانت الكلمات كالسيف تخترق قلبها....شعرت كايا بفراغ هائل

عادت السيدة كايا الى داخل وهي تشعر بحزن مرير و قالت

- لقد مرت تسع سنوات لم أرى فيها إبني ... و الأن بعد كل تلك التحضيرات لم استطع رؤيته أيضا

وقد شعرت بخيبة موجعة ... دقيقتين بعد ذلك ... أقبلت سيدة قصيرة ...صارمة وتحمل في يدها كأس شاي يتصاعد منه البخار

- لا تقلقي سيدتي ... سيأتي حينما ينهي عمله

وقدمت لها الكأس لتشربه و تهدأ قليلا....تنهدت السيدة كايا بحسرة

𝑱𝒖𝒔𝒕 𝒂 𝑭𝒓𝒊𝒆𝒏𝒅𝒔 |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن