chapter 33

226 15 0
                                    

أحيانا نكون بحاجة إلى شخص يذكرنا بجمالنا ... جمالنا الداخلي... ذلك الخفي عن الجميع ... والواضح جدا لمن لامسنا عن قرب ... و رأى عيوبنا  و الأخطاء التي إرتكبناها ... أحيانا نحتاج فقط لمن  يسمعنا كلمة صادقة جميلة ...و ان نشعر بإنتمائنا ... ان نشعر بمدى أهميتنا في حياة شخص

الحياة لم تكن عادلة معي منذ البداية ... كانت تتلا عب بي كأمواج البحر ... هههههه تأخذني بعيدا و تلطمني في الصخور الصلبة ثم تلقيني في أعماقنا ... كنت دوما اخوض صراعات بيني و بيني ... و من اجل ان لا أتغير كنت أقاوم الصخب الذي بداخلي ... اقاوم إضطراباتي النفسية ... وذكريات لم انساها و تفاصيل مازالت عالقة في داخلي ... لحظات شعرت فيها أنني غارقة و بحاجة إلى الحياة

أليس هذه هي الحياة ... أعني أن تخيب ظنوننا بإستمرار ... فتعامل المتفائل الحالم كالمتشائم اليائس و تجعل من اليأس خطيئة كما من الأمل  موضحة لنا انها لا تحب الأحكام المسبقة ... ولا تكهناتنا المسبقة حول ما تخفيه خلف ظهورنا

الحياة تعشق المفاجأة أحيانا

وعلي ان أعترف أنها ادهشتني هذه المرة ...ربما لأنها عودتني على الألم...وعلى الحرمان... فكان نصيبي من الحب شيء غير قابل للتصديق
وربما لانه جعلني فعلا دائما في حالة دهشة لذيذة

في لحظة لم أكن أنتظر فيها شيئًا.... جاء الحب إلى حياتي كنسمة هادئة... كزهرة تنبت فجأة وسط الصحراء، كتلك الهدية التي تقدمها لك  الحياة كنوع من الاعتذار بعد كل تلك الأوجاع...لم يكن هذا الحب عاصفًا أو جارحًا..بل كان لطيفًا وهادئًا...يشبه المطر الخفيف الذي يغسل الروح دون أن يعكر صفو الأرض...هذا الحب لم يكن  فقط شعورًا جميلا بسيطا ...بل هو سلام داخلي...هو الاعتذار الصامت من القدر

والان أنا أفكر  كيف يمكن ان أشرح له أنني أحبه ... كيف يشرح له شخص مثلي انني متيمة به .. فجأة حصل كل شيء .. و إشتعلت به كالقش اليابس إذ تقع به الشرارة ... فقبل ان ادرك تلك المشاعر التي تدغدغ قلبي كست حية لأنني اتنفس ... أما الأن فأنا حية لأن عضلة في صدري لم تنبض هكذا من قبل ... أنا الأن أصبت به ... إصابة قوية جعلت الحياة تدب داخلي روعه و كأنني كنت ميتة من قبله ...

ـ حقا؟

صاحت لونا وهي تنهض بسرعة من على مكتبها ...

إبتسم ديريك وهو يقول  من على الهاتف - هيا لونا كم من مرة سأعيد الكلام ... جهزي نفسك فخلال اسبوع ستذهبين إلى شيكاغو 

قالت بفرحة عارمة - لا اصدق ان هذا حقيقي .. حفل في شيكاغو!

جائها صوت ديريك قائلا - هيا  سأغلق الخط الأن ...يجب ان أعود إلى الدرس ...لا تنسي ان تخبري الجميع بالأمر

- أبي؟

صمت ديريك ينتظر جملتها التالية فقالت

- أنا احبك كثيرا أبي

𝑱𝒖𝒔𝒕 𝒂 𝑭𝒓𝒊𝒆𝒏𝒅𝒔 |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن