«الفصل الثالث والثلاثون»

853 101 79
                                    




ذكر

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

استغفر الله العظيم وأتوب إليه.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليمًا كثيرا

اللهم بردًا وسلامًا على أهلنا في فلسطين اللهم أعزهم وانصرهم على من عاداهم.
حسبنا الله ونعم الوكيل، لا تنسوهم بالدعاء رجاءً
........

قراءة ممتعة، ولطفًا منكم لا تنسوا التصويت🤍🤍




منذ أن عرفته، وأنا لم أتخيل يومًا أنني سأشهد على وفاته.

وضعت احتمال موت الجميع سواه، بل تخيلت موتي قبله.

لا أتصور أنني أقف الآن على قبره ولا أعلم حقًا من أين حظيت بكل هذه الطاقة لكي أقوم بزيارته وأنا أدرك الآن أنه بات ميتًا!..

إرتجفت بشدة ولا أعلم ما إن كان إرتجافي هذا بسبب الرياح الباردة اليوم أم بسبب وقوفي عند قبره.
لا زلت لم أصدق أنه قد مات حقًا، أشعر بذهولٍ شديد.

لمست ضريحه البارد بأنامل ترتعش وهمست باستياء: لا زلت تخيفني حتى وأنت ميت.

تسللت الدموع من عيناي وشعرت بالذنب لكوني السبب في موته.

نظرت من حولي برعب عندما سمعت حركةً مفاجأة في المقبرة لتقع عيناي على داوسن الذي يقترب من القبر.

كان في حالٍ سيئ للغاية يتقدم بوجهٍ باهت وبملابس مبعثرة ممسكًا بعصاه باهمال، ينظر للقبر دون أن يلاحظ وجودي.

توقف عند الناحية الأخرى من القبر ضاربًا بيده الضريح الرخامي الذي دون عليه اسمه وهو يقول بنبرة فاترة:لا يزال الوقت مبكرًا يا صاح، لا يزال مبكرًا جدًا على الرحيل وتركي.

جلس منهارًا على القبر الذي بجواره ولم يبعد يده عن قبر ماكس.
قطبت حاجباي وأنا أذرف المزيد من الدموع: أنا آسفة..

_ بماذا سينفعني آسفك، هل سيعيد لي صديقي؟..

قال دون أن يرفع عيناه نحوي ثم أردف: لمن تتركني، لا أحد لي من بعدك، لماذا ذهبت لذلك المخزن دون أن تخبرني، كنت حينها سأموت معك على الأقل.

أعلم أن هذا ليس وقتًا لقول ذلك ولكنني لا استطيع ، بقدر حزني عليه أشعر أنني أريد رؤيته من جديد وإعادة قتله.

المسارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن