الفصل العاشر "هل هناك أمل؟"

203 20 10
                                    

علمت سارة أنها ستنجب مبكرًا، ولكنها لم تعلم تفاصيل أكثر، ومرت الأيام إلى قرابة الشهر، كان قد تعلق مروان بالطفلة الوحيدة له تعلقًا شديدًا، وحين علمه بأن احتمال نجاتها ضعيف، وكَّل كل أمره لله، كان يدعو كثيرًا، ويجلس جوار سرير سارة _المثال الوحيد له في الشجاعة والصبر والقوة_ بالساعات وبين يديه مصحف قد ختمه ثلاث مرات إلى الآن، لقد تفرغ تمامًا لسارة وابنتها، وأصبحتا كل ما يشغل همه، وأصبح يتهرب من والدته وزوجته الأولى؛ كي لا يخبرهما أي شيء ويقطع الوعد الذي وعده لسارة...

لذا من تهربه من أمه، ورؤيتها بأم عينيها أسلوبه معها، خيل للأم أنه قد هام في عشق زوجته الثانية، وتخلى عن الأولى، أحزنها حال الأولى أكثر بكثير، وأصبحت تسخط على اليوم الذي وافقت فيه بزواجه من حبه الأول، وأصبح بداخلها اقتناع، أن الحب يأتي بالمعاشرة، كما يظهر أمامها مروان وسارة.

إن لم يكن تزوج من حبه، فكان سيتزوج من غيرها وسيحبها وسينجب منها، دون اللجوء إلى الزواج بالثانية، واتضح لها أن الأمر لن يكون بتلك البساطة عندما تنجب سارة، فهل ستتركهم وشأنهم؟ هل ستتخلى عن ابنتها بسهولة؟ بل السؤال الحقيقي هل سيتركها مروان ترحل؟ ولكنها لا تعلم أن كل ما تعتقده وتسأله صحيح، في حال إن نجت سارة!

    أما منة فقد جُرح كبرياءها كثيرًا وتحاملت فوق طاقتها أضعافًا، وآرقها الحزن والبكاء، وشكت للأصدقاء فلم يفيدوها سوى بالطلاق، والخروج من تلك العلاقة بفتات كرامتها، لم تستطع أن تشكو للأهل سوى لأختها التي أيدت فكرة الطلاق، وكيف تشكو لوالديها، وهي من أصرت على ذلك الحال من البداية! وهي من شجعت زوجها وحثته منذ أول يوم!

ليتها لم تصر كل ذلك الإصرار، أصرت فقط حين شعرت بكرامتها تنكسر عندما ترى نظرات الحزن من والديها، وحديث كتمته الأفواه وفضحته الأعين من والدي مروان، وما كسرها حقًا حينما رأت حزنٌ بادٍ على زوجها، وأصبحت هي من تصر على ذلك الأمر وتقسو على نفسها وقلبها، فقط لأجل إسعاده، هي من جلبت التعاسة لنفسها، وها هي تدفع ثمنها، هكذا اقتنعت...

____________________________________

    وها هي سارة في حجرتها تتأوه من الألم، ولم يتبقى سوى ساعات إلا على عملية لها إما تنجح أو تفشل...

وكان بجوارها مروان، حين أشارت له ليقترب، فاقترب في الحال؛ لتقول بصوت ضعيف متأوه من الألم:

-    بإذن الله ربنا هينجي حبيبة، وهتبقى أفضل أب ليها، وهتبقى في أحلى عيلة أنا واثقة من كدا، متزعلهاش مع إني واثقة أنك عمرك ما هتزعلها...

-    لي بتتكلمي في الحاجات دي يا سارة؟ كل حاجة هتبقى كويسة، أنا متأكد...

الفرصة الرابعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن