الفصل الثامن عشر "عودة الأب"

155 19 12
                                    


اللهم صلي وسلم على سيدنا وحبيبنا ورسولنا محمد❤️
بسم الله الرحمن الرحيم ❤️
——————————-

وتطورت علاقة الصداقة بين رقية وسارة، وعلمت رقية موعد كل أدوية سارة، وأصبحت حقًا تخاف على صحة سارة أكثر من نفسها، وتتصل عليها في كل موعد للأدوية وذهبت معها إلى الجلسات؛ فأصبحت سارة لا تهمل جلساتها...

كانت تخبرها سارة بتململ دائمًا بأنها تفعل هذا لتنتهي من إلحاحها المتكرر، ولكن الحقيقة كانت ممتنة كثيرًا لرقية ولوقوفها بجوارها، كانت رقية مختلفة عن جميع من بالجامعة، بسيطة مثلها ولا تحاول أن تظهر نفسها أمام الجميع كالفتيات اللواتي معها بالجامعة، وكانت مجتهدة، محافظة على الصلاة تجتهد في عبادة الله...

أما سارة فكانت تحمد الله كثيرًا عليها، فالصديق الصالح نعمة ورزق من الله...

تطورت علاقتهن وبدأت رقية تذهب إلى سارة وتجلس معها بالمنزل بأيام الإجازات، لتؤنس وحدة سارة، وبنية المذاكرة مع بعضهن، ولكن ينتهي بهن الأمر بالحديث بالساعات دون أن يشعرن... وكام كانت تلك الأوقات أجمل لحظات في حياة سارة، حفرت في الذاكرة أبد العمر...

وفي يوم نتيجة امتحانات العام الثاني من الجامعة، كانت سارة حينها بالعمل حين راودها اتصال من رقية، وفي الاستراحة أعادة الاتصال عليها، لتجد رقية تقول:

-    إي يا بنتي! مابترديش لي؟

-    ما أنتِ عارفة إني في الشغل، ومش هينفع أرد.

-    براحتك، عالعموم في مفاجئة.

-    مفاجئة!

-    ااه... مستعدة؟

قالتها رقية بحماس لتقول سارة بحماس أيضًا:

-    أنا جبت امتياز...

-    إي! إزاي دا! مستحيل يا بنتي...

صدمت رقية من ردة فعل سارة الغريب، ولكنها سمعت ضحكات من الجهة الأخرى ففهمت اللعبة، وقالت تجاريها:

-    شوفتي! معرفش إزاي؟

وضحكت هي وسارة، وقالت سارة بعد فترة:

-    ثواني درجاتي بتحمل... لحظة... جيد جدًا... الحمد لله

وأصبحت الفرحة فرحتين واتفقتا أن يتقابلا في ذلك اليوم المميز، ويذهبن إلى مطعم جديد للاحتفال، فالعام الماضي كان تقدير سارة جيد، ومعنى أن تقديرها ازداد أنها بذلت جهدًا رائع...

الفرصة الرابعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن