بسم الله الرحمن الرحيم ❤️
———————باليوم التالي وجدت سارة والدها يوقفها وهي عند باب الدخول، قائلًا في حرج وكلمات متقطعة النبرات خارجة منه:
- ازيك يا سارة، عاملة إي؟
تعجبت من سؤاله الذي تأخر كثيرًا، وشردت، وفي الحقيقة تلألأت أعينها، ولكنها قالت باقتضاب متظاهرة بالقوة:
- الحمد لله كويسة...
- طب عايزة حاجة يا بنتي؟
- لا شكرًا.
- طيب، بس لو احتاجتي أي حاجة أنا موجود هنا أهو...
- حاضر.
وذهبت من أمام والدها، وبعقل شارد بدأت يومها، كانت في بداية الأمر متعجبة ثم ذهب عنها التعجب وداعبها ذلك الموقف، وجعلها سعيدة، وشعرت في ذلك اليوم أنها أسعد شخص بهذا العالم، لقد سألها والدها عن حالها، ماذا تريد أكثر من ذلك؟
________________________________
وتوالت الأيام من بعد ذلك اليوم وبدأ العام الدراسي الجديد، وبشرت الطبيبة سارة بأن كل التحاليل تخبرها أنها قد تعافت، ولن تذهب إلى المشفى مجددًا إلا لأجل الفحص كل بضعة أشهر، وكان ذلك يوم عيد بالنسبة لسارة ورقية، وبذلك اليوم استأذنت سارة حماتها في أخذ حبيبة ابنتها، وأذنت لها أن تأتي لتأخذها بعد ساعة، وفرحت حماتها ومن وراء حديثها أنبأت سارة بأن مروان سعيد جدًا لنجاتها، وأنه كان يعلم قوتها، ولكنها ابتسمت وذهبت بابنتها...
وباليوم التالي ولأول مرة أخبرت من بعملها عن مرضها حين أتت ومعها حلوى، وحين أعطت والدها، أخبرها:
- ربنا يفرحك يا بنتي وتنجحي كمان وكمان...
حينها علمت سارة من حديثه أنه لا يعلم عن مرضها، ولا عن حربها التي خاضتها شيء، وأنه يستحي حتى في أن يسألها... وكم أنها أشفقت عليه حينها وودت لو بكت في أحضانه معترفة له بكل ما مرت به...
__________________________________
وبالجامعة بدأت الدراسة تصبح أصعب وساعاتها أكثر، ومع العمل أصبح الأمر في منتهى الإرهاق عليها، وفي ذات يوم كانت تشرب سارة القهوة بإرهاق مع رقية بالكفتيريا التي بالجامعة، وهي غير بالية بأي شيء وتفكر في كم الأعمال التي لديها، قالت رقية بهمس:
- سارة بصي كدا...
- هااا...
- مش عارفة متهيألي ولا إي بس بصي بطرف عينك كدا ناحية اليمين...
فنظرت سارة بكل جسدها ناحية اليمين، لترجعها رقية في حرج وهي تقول:
أنت تقرأ
الفرصة الرابعة
Diversosسارة التي كانت تحلم بما تراه الكثير من الفتيات شيء عادي، فجأة يُسلب منها حلمها وتوضع في اختبار بالغ الصعوبة فهل سيكون الاختبار الوحيد؟ وهل ستستطيع تخطيه؟ وماذا عن حلمها؟ هل ضاع في غياهب الجب، أم للحلم بقية؟ هذا ما سنرويه هنا... مستعدون؟ فلنبدأ رغم...