الفصل السادس عشر "ورقة طلاق."

166 18 27
                                    


آسفة على التأخير، دعواتكم بالشفاء❤️
بسم الله الرحمـٰن الرحيم.
—————————

احتارت كثيرًا فيما عليها أن تفعل، هي من جعلت الأمر يصل إلى تلك النقطة، وها هي تحصل على مرادها الذي رسمته، ولكن كل تلك البنود التي اشترطها تقتلها، إنه يريد أن يكمل عناية بها حتى بعد الطلاق، حتى بعد أن كسرت قلبه.

لا تدري ماذا عليها أن تفعل؟ هل توافق وتوقع، وتكسر كرامتها! أم تذهب دون أن توقع، وهي تعلم أنها مهما فعلت لن يوافق سوى بهذه الشروط! 

احتارت كثيرًا وأخذت نفسًا عميقًا وزفرته ببطء، وقالت لنفسها وقد استمدت كل قوتها " مفيش رجوع من الطريق دا، وإن كان حط الشروط دي فأنا هلغي منها واحدة، واحدة، مش هروح جامعة بفلوسه ولا هاخد منه فلوس، واللي هاخده هيبقى دين... حتى البيت، أول ما ألاقي بيت هيرجع له بيته، مش هخليه يتحكم بيا، ولا يرجعني عن قراري، اللي أخدته بشق الأنفس..."

لخصت كل حديثها هذا بكلمة واحدة قالتها للمحامي:

- تمام... عايزة قلم...

وناولها المحامي القلم، وقبل أن توقع أغمضت أعينها وسمت الله، ووقعت سارة على ورقة طلاقها، وأنهت سارة قصتها هي ومروان للأبد...

____________________________________
  
خارت كل قواها حين دلفت المنزل بعقل شارد لا يصدق أن قصتهما انتهت هكذا، لم يكن بالأساس لها تكملة منذ أول يوم، ولكن عندما عادت المنزل، رأت في كل ركن منها ذكرى تجمعهما، لحظات ضعف كان بجوارها، ولحظات انتصار لم يفارقها فيها، بكاء وفرح، كان هو شريك فيهم كلهم... حتى الخلافات التي كانت بينهما دائمًا ما كانت تنتهي بضحك، تذكرت، كل ركن بذلك المنزل يجمع لهم ذكرى سويًا، وهذا آلمها كثيرًا واعتصر قلبها حزنًا...

وعادت سارة وحيدة من جديد، عادت مشتتة لا تعلم ماذا عليها أن تفعل... واستسلمت للبكاء وأصابها اكتئاب شديد...

لم يسأل عليها أي أحد أو شخص، ولم تكن تعلم أن ما أصابها اكتئاب، وكانت تنام ساعات كثيرة ولا تنشط وتشعر بالنعاس إن نامت عشرين ساعة، وحين تستيقظ تصيبها شهية للطعام لم تصيبها من قبل، وكانت لا تقدر على فعل أي شيء بالمنزل، فكانت تطلب الطعام الجاهز، والوجبات السريعة، حتى الطعام سريع التحضير وكل الوجبات الخفيفة والمسليات لم يعد يخلوا منزلها منه، وأهملت منزلها ونفسها، ولم تكن تذهب في أي مكان إلا كي تأخذ ابنتها من عند والدة مروان، أو تعيدها إليهم...

رأت السيدة زينب التغير الذي حدث في سارة وحاولت أن تسائلها مرارًا عما بها، وبماذا تشعر، وإن كانت ملتزمة بأدويتها أو لا، ولكن سارة كانت تغلق الحديث بأنها بخير، ولا تتوانى عن أخذ أدويتها والحفاظ على صحتها، وتذهب مسرعة معها ابنتها...

الفرصة الرابعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن