بسم الله الرحمـٰن الرحيم
—————————وأفضت سارة ما بجعبتها للطبيبة، وسمعتها الطبيبة بصبر واهتمام، إلى أن أنهت سارة حديثها، قائلة:
- ودا كل اللي حصل معايا...
صمتت الطبيبة فترة قبل أن تقول:
- مكنتش متوقعة منك كدا أبدًا يا سارة...
تعجبت سارة من قول الطبيبة، وتابعت الطبيبة:
- بدل ما تكوني فرحانة! أنتِ بطلة يا سارة، كبرتي في نظري بعد اللي حكيتيه، بس أنتِ إي اللي وصلك لكدا؟ فوقي يا سارة... ومتنسيش أنكم اتجوزتوا من الأول عشان حاجة معينة، كتر خيره أوي إنه فضل معاكي في وقت زي دا... ولما سابك، سابك وأنتِ قدامك حياة تعيشيها، مسابكيش في الشارع... إللي مش فهماه بجد، لي تعملي في نفسك كدا؟
بكت سارة وبداخلها الكثير من المشاعر المضطربة، وتركتها الطبيبة إلى أن هدأت، وقالت من بين شهقاتها:
- متعرفيش أنا ضغطت على نفسي قد إي عشان أوقع على ورقة طلاقي، كأني حبست كل مشاعري وخبتها لحد ما وقعت، وكأن التوقيع دا مفتاح سجن مشاعري، وبمجرد ما وقعت وأنهيت كل شيء اتحررت مشاعري وأكلتني... مطلعتش قوية زي ما كنت فاكرة...
- لاء أنتِ قوية يا سارة... بدليل أنك عرفتي تشرحي اللي جواكي، وأقولك على حاجة؟ هو دا بداية طريق العلاج...
مسحت سارة دموعها قائلة:
- بالنسبة للنقطة اللي حضرتك قولتي عليها، أنه مسابنيش في الشارع، دا اللي مزعلني، ياريته سابني في الشارع بدل ما كان سابلي حياة جديدة، كلها مبنية على اللي عمله، ياريته خلاني أكرهه زي ما كرهته فيا، إزاي أقبل أعيش على أنقاض قصة محكوم عليها بالفشل!
- دا أقل شيء تستحقيه يا سارة، المفروض بكل اللي معاكي دا تقفي على رجلك وتبقي أقوى من الأول، المفروض تمسكي في الفرصة وتحققي حلمك اللي حلمتي بيه سنين، مش كل الناس بتيجي لها الفرصة تاني، لازم تقومي يا سارة ومتستسلميش...
وتنهدت الطبيبة وقالت بكل عزم وهي ممسكة بيد سارة بقوة:
- أخرجي، واتبسطي، روحي الجامعة، وحققي حلمك، وأهم حاجة كملي علاجك، اللي زيك يستحقوا يشوفوا كل حاجة حلوة، ويحققوا أحلامهم... وخليكي عارفة حياتك موقفتش عنده، وإن اللي عملتيه هو الصح، أنتِ سبتي عيلة وراكي مبسوطة، وأنقذتي أسرة من الدمار، هيفضلوا طول العمر ممتنين ليكي..
حينها ترقرقت الأدمع بأعينها من جديد، وقالت:
- بس أنا حبيته...
أنت تقرأ
الفرصة الرابعة
De Todoسارة التي كانت تحلم بما تراه الكثير من الفتيات شيء عادي، فجأة يُسلب منها حلمها وتوضع في اختبار بالغ الصعوبة فهل سيكون الاختبار الوحيد؟ وهل ستستطيع تخطيه؟ وماذا عن حلمها؟ هل ضاع في غياهب الجب، أم للحلم بقية؟ هذا ما سنرويه هنا... مستعدون؟ فلنبدأ رغم...