بسم الله الرحمن الرحيم
—————————ومر عام منذ اليوم الذي ولدت فيه سارة ابنتها، وحدث الكثير من التغيرات، بالنسبة لسارة فقد تحسنت وبدأ شعرها يكبر من جديد، وكانت أجمل أيامها حين عاشت معها حبيبة أسبوع كامل، ولكن سرعان ما انتهت أيامها هذه وبدأت بالانتكاس من جديد والانطواء على نفسها، بدأ ذلك الأمر بزيارة مفاجئة من خالها الذي زارها حين أحضر لها نتيجتها، في بداية زيارته اعتذر عن عدم تواصله معها، وكانت سارة تعذره فلديه مشاغل وهموم تثقل كتفيه كثيرًا، هي من اعتذرت منه لتقصيرها في التواصل معه، وعلم منها ما مرت به وبكى أمامها ولم يستطع أن يمنع دموعه، وتأسف كثيرًا وترحم على أخته التي عانت في مثل سنها هكذا، ولكن الفرق أنها استسلمت...
أنبأها خالها بأن زوجة والدها على فراش الموت بعد أن صدمتها سيارة في ذات يوم وهي تعبر الطريق ذاهبة إلى زوجها، زوجة أبيها التي ما إن انقطعت سارة عن الاتصال؛ لأجل مرضها، وبسبب منع مروان لها؛ لأنه يعلم جيدًا حالتها بعد كل مكالمة، لم تتصل لا هي أو والدها، علمت أن والدها باع سيارته، مصدر رزقه الوحيد؛ بسبب تكاليف علاج زوجته العالية... حينها وبعد أشهر طويلة اتصلت سارة بوالدها وسمعت صوته وحين قالت أنا سارة، أغلق الخط...
ذلك الأمر كان كفيل بأن تبكي دهرًا، وتموت قهرًا... وفي هذه الأيام انعزلت عن الجميع وبدأ الأمل يتلاشى وأثر حزنها على حالتها، وبدأ الضعف يتمكن منها وتراودها تساؤلات وأفكار سيئة ولم تعد تستطع النوم وتساءلت "لي لما كنت مستعدة للموت مموتش؟ لي لسة عايشة؟ كنت بحسب إني فهمت حكمة ربنا، إن ربنا خلقني عشان أخلف حبيبة، طب لي مدخلتش كلية أحلامي! أنا دعيت كتير، لي مستجابش!" وبدأت تلقي اللوم على زوجها "لي مروان إداني الفرصة الرابعة! مش كان كفاية تلاتة! لي بتعب كل اللي حواليا؟ بابا باعني، اتخلى عني وماعتبرنيش بنته... هستنى إي من الباقي؟ هما مش مضطرين يتحملوني وأنا عبء عليهم... وأنا عبء على نفسي!"
كان هذا هو حديثها مع نفسها في أضعف لحظات حياتها، راود نفسها حديث ستندم عليه كثيرًا فيما بعد، فلا أحد يعلم حكمة الله سواه، ولا أحد يتبين مستقبله سوى الله، ولا أحد يستطيع أن يلوم الله على دعاء قد فات، فالله يقدر الخير لعبادة، وعلى قدر الإيمان يأتي الابتلاء، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وأنت إن كنت تظن أن ما تمر به فوق الاحتمال، ما كان الله قد وضعه في طريقك، لأنك أقوى من همك ومن ابتلائك الذي وضعك الله فيه، ولكن للأسف أحيانًا نضيع ولا نتبين ذلك!
أنت تقرأ
الفرصة الرابعة
Randomسارة التي كانت تحلم بما تراه الكثير من الفتيات شيء عادي، فجأة يُسلب منها حلمها وتوضع في اختبار بالغ الصعوبة فهل سيكون الاختبار الوحيد؟ وهل ستستطيع تخطيه؟ وماذا عن حلمها؟ هل ضاع في غياهب الجب، أم للحلم بقية؟ هذا ما سنرويه هنا... مستعدون؟ فلنبدأ رغم...