بسم الله الرحمن الرحيم.
—————————حين عاد مروان إلى المنزل، لم يجد سارة بالصالة ووجد المطبخ فارغ والطعام لم يحضر، وحين دلف الغرفة وجد سارة جالسة على طرف السرير يظهر على ملامحها حزن وتضايق، فتساءل فورًا:
- مالك يا سارة خير؟
- مماليش.
- حد عملك حاجة؟ هانم مش موجودة لي؟
- عندها مشكلة فاستأذنت ومشت...
- بجد! طب أنتِ زعلانة لي؟
لم تجاوبه وظلت صامتة، شعر من صمتها أنه هو من أحزنها، وذلك جعله محتارًا للغاية، ما الذي فعله ليضايقها هكذا؟ فأخبرها وقد جلس بجوارها:
- شكلك متضايقة.
- لاء أبدًا...
إنه يعرفها جيدًا وإجابتها هذه تعني أنه يوجد من يضايقها، فسألها بكل وضوح:
- قولي إي اللي مضايقك... طب أنا زعلتك في حاجة؟
نظرت له ورأت على أعينه الحيرة والتفتت الناحية الأخرى كي لا يرى أدمعها، وأخذت أنفاسها وزفرتها، ونظرت أمامها مرة أخرى، قائلة:
- هحكيلك بس على أساس إنك صاحبي، عشان مش لاقيه حد أحكي له...
حينها ابتسم وعاد إلى ذاكرته أول حوار بينهما بعد الزواج، وقال:
- صاحبك، صاحبك، اتفضلي احكي وفضفضي براحتك، أنا سامعك...
- أنا... متضايقة من جوزي أوي، مش قادر يفهم إني مش طيقاه ولا بحبه...
نظرت له ورأت الصدمة جلية على وجهه، فتابعت:
- عمري ما هحبه ولا حبيته، ولو قُلت أي حاجة تدل على الحب يبقى هو فهم غلط، أو كنت في لحظة ضعف، عيزاه يفهم إني مش ضعيفة، وإني اتجوزته غصب عني، أما عن نفسي مكنتش بصيت له أو فكرت فيه...
ورأته صامت، فتابعت وقد بدأت بالبكاء:
- هو لي مش راضي يسيبني في حالي؟ مش كان بينا اتفاق وخلص!
ومسحت أدمعها، وتنهدت قبل أن تنهي حديثها قائلة:
- مش عارفة امتى هيفهم إني مش عيزاه؟ امتى هيفهم إني عايزة أرتاح، وإني مش مرتاحة؟ امتى؟!
وسكتت سارة عن الكلام، ذلك الكلام الذي ألكم مروان، جلس زائغ البصر قليلًا، ثم وثب واقفًا، وقال وهو يخرج من الغرفة مطأطأ الرأس:
أنت تقرأ
الفرصة الرابعة
De Todoسارة التي كانت تحلم بما تراه الكثير من الفتيات شيء عادي، فجأة يُسلب منها حلمها وتوضع في اختبار بالغ الصعوبة فهل سيكون الاختبار الوحيد؟ وهل ستستطيع تخطيه؟ وماذا عن حلمها؟ هل ضاع في غياهب الجب، أم للحلم بقية؟ هذا ما سنرويه هنا... مستعدون؟ فلنبدأ رغم...