عندما تفكر في الأمر، فإن 107 أشخاص الذين قابلوا "ألوها" قبلي ربما جعلوا شيئًا يختفي، ولكن المشكلة هي أننا لم نلاحظ ذلك. الأمر وكأن الأشياء التي تستخدمها في حياتك اليومية، مثل كوب القهوة المفضل لديك أو الجوارب الجديدة التي اشتريتها، يمكن أن تختفي دون أن تدرك. وحتى إذا لاحظت ذلك، فلن تتمكن من العثور عليها مهما بحثت عنها. بالنسبة لنا، قد يكون هناك العديد من الأشياء التي اختفت بالفعل دون أن نلاحظ، أشياء افترضنا أنها ستكون دائمًا موجودة.

صعد الترام الأخضر تلتين وأخيرًا وصل إلى البلدة المجاورة. المحطة التي نزلت فيها فتحت على ساحة كبيرة. من هناك اتجهت نحو المكان الذي اتفقنا على اللقاء فيه.

في وسط الساحة كان هناك برج ساعة. كنا نلتقي هنا عندما كنا في الجامعة. كان هناك دوار يحيط ببرج الساعة، وبالقرب منه العديد من المطاعم والمكتبات والمتاجر القديمة التي تبيع أشياء متفرقة.

كنت مبكرًا بخمس عشرة دقيقة. عادةً ما كنت سأتحقق من هاتفي في هذه اللحظة، لكن بدلًا من ذلك أخرجت كتابًا صغيرًا من جيبي وبدأت في القراءة بينما كنت أنتظر وصولها.

حان الوقت، لكنها لم تظهر. ثم مرت نصف ساعة ولم تصل بعد.

"اللعنة."

دون تفكير وضعت يدي في جيبي بحثًا عن هاتفي. لم يكن هناك. الهواتف قد اختفت من العالم.

هل أخطأت في المكان؟ أم كان من المفترض أن نلتقي في وقت مختلف؟ بدأت أشعر باليأس—كل المعلومات التي كنت بحاجة إليها كانت في الهاتف الذي كنت أستخدمه عندما عقدت الصفقة مع الشيطان. كان هناك احتمال كبير أنني أخطأت في الوقت.

"اللعنة. يا له من إزعاج." تمتمت بصوت عالٍ.

كان من المفترض أن أكون قد تحررت من هاتفي، لكن اتضح أنني بحاجة إليه بعد كل شيء. لم يكن هناك ما يمكنني فعله. لذلك وقفت هناك أرتجف تحت برج الساعة.

عند التفكير في الأمر، في تلك الفترة كثيرًا ما كنت أجد نفسي أتمتم بالكلمات نفسها. كان ذلك عندما كنت أواعدها في الجامعة. كانت من المدينة الكبيرة، لكنها جاءت إلى هذه البلدة الصغيرة في الأرياف للدراسة. كانت تدرس الفلسفة. أتذكر المنزل الذي كانت تعيش فيه بمفردها، المروحة الكهربائية والمدفأة الصغيرة. وكل الكتب. كان لديها الكثير من الكتب. حتى في تلك الأيام كان الجميع يمتلك هاتفًا محمولًا، هكذا كنا نتواصل مع بعضنا البعض—الجميع ما عداها. لم يكن لديها حتى خط أرضي في المنزل الذي استأجرته. عندما كانت تتصل بي، كان دائمًا من هاتف عمومي.

كلما رأيت كلمة "كشك الهاتف" تضيء على شاشة هاتفي المحمول، كنت أشعر بسعادة غامرة. كنت دائمًا أجيب بسرعة وأتحدث معها مهما كان مكاني—في الفصل أو في عملي الجزئي.

كابوسيWhere stories live. Discover now