غادرنا بوينس آيرس وعدنا إلى اليابان عبر نفس الطريق. مرة أخرى، استغرقت الرحلة وقتًا طويلاً. طوال الستة والعشرين ساعة التي استغرقتها الرحلة، لم نتحدث كلمة واحدة مع بعضنا البعض.

هل تحدثنا كثيرًا أثناء وجودنا في بوينس آيرس؟ لا، لم يكن ذلك السبب. لقد فقدنا القدرة على إيجاد الكلمات. لم يكن الأمر أننا لا نريد التحدث، بل أننا لم نعد نستطيع. جلسنا بجوار بعضنا البعض غير قادرين على التعبير عما نفكر أو نشعر به. لم نتمكن من الكلام. كنا نعيش ألمًا بسبب وفاة صديق، لكن الآن كنا عاجزين عن التعبير.

وأثناء جلوسنا في الصمت طوال الستة والعشرين ساعة، أعتقد أننا أدركنا أن هذه كانت النهاية. أقصد، نهاية علاقتنا. لقد انتهينا تمامًا.

كم هو غريب. كنا نشعر بأننا مقدر لنا أن نكون معًا، وكلا منا كان يدرك أن النهاية قادمة.

لم أستطع تحمل ساعات الصمت الطويلة، فبدأت بقراءة دليل السفر. كان هناك صور لسلسلة جبال ضخمة. كان هناك جبل أكونكاجوا الواقع على الحدود بين الأرجنتين وتشيلي، أعلى قمة في أمريكا الجنوبية. قلبت الصفحة وكان هناك تمثال المسيح الفادي للأنديز على قمة جبل، يطل على المنطقة المحيطة. تساءلت إن كان توم قد وصل إلى هناك أم مات قبل أن يتمكن من رؤيته.

تخيلت توم وهو ينزل من الحافلة وينظر إلى الأرض الجميلة التي تمتد أسفل قمم الجبال. وعندما يستدير يلاحظ الظل الكبير للصليب ويرفع رأسه ليرى تمثال المسيح، بأذرعه المفتوحة في حركة ترحيب. الشمس كانت متعلقة في السماء خلف التمثال على ارتفاع كتفه، مما جعل التمثال يتضح بوضوح مقابل السماء الصافية، وتوم يضيّق عينيه وهو ينظر إلى هذا المشهد المضيء.

شعرت بدموعي تملأ عيني. كان الأمر أكثر من اللازم، فالتفت لأنظر من نافذة الطائرة. في الخارج، رأيت المحيط مملوءًا بالجبال الجليدية التي تمتد إلى ما لا نهاية. كانت الشمس الغاربة تعطي البحر اللامتناهي من الجليد لونًا أرجوانيًا—كان جماله قاسيًا جدًا.

بعد ستة وعشرين ساعة، كنا قد عدنا إلى بلدتنا الصغيرة التي تشبه لعبة مونوبولي.

"حسنًا، أراك غدًا."

صاحت وهي تلتفت بكتفها عند نزولها في محطتها وسارت في المنحدر الحاد كما كانت تفعل دائمًا. رأيتها وهي تبتعد، وراقبتها بصمت وهي تبتعد تدريجيًا.

بعد أسبوع، انفصلنا. مكالمة هاتفية قصيرة استغرقت خمس دقائق وكانت النهاية. هكذا فقط. كان الأمر أشبه بملء استمارة تغيير العنوان في مكتب البلدية. كانت محادثة قصيرة وعملية وانتهت العلاقة التي كانت أساس كل شيء.

لقد جعل الهاتف من السهل علينا التواصل بسرعة، لكن في المقابل فقدنا الفرصة للتعرف على بعضنا البعض بعمق، لنصبح قريبين حقًا. الهاتف اختصر الوقت اللازم لتطوير مشاعر حقيقية وذكريات، وفي النهاية تلاشت تلك المشاعر القليلة.

كابوسيWhere stories live. Discover now