الفصل الثاني و الثلاثين

97 3 36
                                    

﴿ عام 1870 ﴾

ترتفع أصوات الحضور داخل القاعة

و ضحكات النساء تعلو لتزيد الصخب

و الرجال منهم مَن يحتسي كوبه من الخمر و النبيذ و مِنهم مَن يحاول الضحك مع النساء كإحدى أنواع التسلية

توسط تلك الأجواء خاصة النبلاء صمت أمهق الخصلات ، و قد كان لا يزال بهذا الوقت في منتصف العشرينات

و كم كانت النساء تمدحنه ، فقد أعطت عيناه الزرقاوتين مظهرًا فاتنًا

و كانت معالمه الحادة و الهادئة قليلًا لا تزيد إلا مدح النساء ، و رغم أنه ممن عانوا من نقص صبغة الميلانين مما تسبب بلون خصلاته الأبيض كالثلج إلا أن لا أحدًا أهتم لذلك أمام حُسنه

همسٌ خافتٌ خرج من بين شفتيه حينما أبصر رجلًا ما ، و قد كان صاحب الحفل

الإيرل ثيوفيلوس ناثانيال كراوفورد ، علم إنه و منذ فترة قام ذلك الكائن ببيع كلًا من ابنتيه و ابنه الأصغر لسوق العبيد و ترك الابن البكر

كما اشترك سابقًا بمحاولة حرق إحدى أندية التدريبات المتواضعة للعامة لبناء قصرٍ له

و لا يمكن نسيان الشائعات عنه بكونه اشتري سابقًا من العبيد صبيًا و فتاة ، و لا يمكن الإسهاب بوصف ما قد يتم فعله بالعبيد من تعذيبٍ و إعتداءٍ جنسي

و أكثر ، أكثر مما تتوقع الأذهان

فإن ناظرت للواقع تكتشف أن الدنيا ليست قاسية ، بل هي كما الجحيم بالحياة الدنيا مِن أفعال بني جنسك

ارتشف من كوبه القليل ، يشاهد ما يحدث في صمت

بشكلٍ أحمقٍ و غير واع ، قد تناول ذلك الرجل من فاكهة الأفوكادو

و خلال ثوانٍ وقع على الأرض

حين كان واقفًا كانت الروح ما زالت داخل جثمانه ، على عكس وقت سقوطه

فقد صار جثةً هامدةً لا حول لها و لا قوة

مرت الساعات ، فلم يكن من الحفل من أهتم بموت الرجل

و كادت قدم أمهق الخصلات تخطو خارجًا ، إلا أن يدًا تشبثت بذراعه استوقفته بشكلٍ مفاجئ

نقل بصره نحو صاحب تلك اليد بنظراته الباردة المعتادة ، لكن الشعور بالبرد اجتاحه مفاجئًا إياه

صبيٌ بدا في السابعة عشر ، ناظره بأعينٍ صفراء لامعة و ممتلئةٍ تمامًا بالفضول

" أنت.. من أنت ؟... "

تساءل الأصغر بهالةٍ مبهمةٍ تمامًا

للحظةٍ واحدة استقر البرد بصدر أمهق الخصلات ثم عادت الأجواء الإعتيادية

استضحك ثغر الصبي لثوانٍ قبل تركه لذراع الآخر ، و اختفى جثمانه الصغير وسط الحشود

تحرك الأكبر بعيدًا

With devotion حيث تعيش القصص. اكتشف الآن