الفصل الحادي عشر

106 16 27
                                    

هذا خاطئ !

جملة تكررت الف مرة على مسامع طفلٍ لم يكمل ربيعه التاسع

مفهوم المثالية و الارتقاء لأعلى مستوى هو ما يجب أن يحفظه عن ظهر قلب

اي حركة خاطئة سيتم عقابه عليها ، كما لو كانت ذنبًا عظيمًا لن يُغفر له عليه مهما فعل

ممسكًا بكتابه يمشي بالممر بينما تعابيرٌ نادمةٌ تعتلي معالمه

كالعادة ، تم تأنيبه من والدته على خطأ بسيط وقع به في اختباراته

رغم أن الحصول على درجته أمر مدهش إلا أن تلك الأرقام لم تُرضي مسامعها

دفع الباب الخشبي ذو الزخرفة واضعًا كتبه على طاولة الدراسة خاصته ، رمى بجثمانه على سريره الامهق

ناظر السقف بهدوء

سريره

جدران الغرفة

الأرضية

الخزانة خاصته

كل شيئٍ بنفس اللون الابيض ، في الواقع ذلك يجعله غير مرتاحٍ بأي شكل

في حالة إن أي شيئٍ تلوث سيتم عقابه بزيادة فترة دراسته لشهرين و عدم اعطائه غذاؤه الكافي

فرك عينيه بخفة

الآن هو بالثامنة ليلًا لكنه ناعس و بشدة ، لا بأس إن نام لفترة ثم أستيقظ حتى يكمل دراسته اليس كذلك ؟..

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

صوت صراخ والدته جعله يفزع و ينهض من فوره

عيناه المتعبتين توضحان مدى إنعدام قدرته على استوعاب الموقف الذي هو به

ناظرها بدون الرد ، ناظر الساعة فما رأى إلا أنها الواحدة فجرًا

بالنسبة إلى طفلٍ سهر لثلاثة أيام من الطبيعي أن خمس ساعاتٍ لن تكفه ليعود لتركيزه

أمسكت بخصلاته الناصعة تشدها غير مهتمة لمعالم الآخر التي انكمشت من الألم

" كم مرة سأقولها ؟! إن كنت منعدم الفائدة هكذا فأذهب للشوارع وسط الكائنات القذرة الأخرى و لا تسبب لي وجع الرأس ! "

" حـ حاضر ! "

يمكنه الرد ، يمكنه اعجازُها بذكائه لكنه يعلم بمدى بشاعة تصرفاتها فقد تأمر الخدم بأذيته

تركته ، لكنها ناظرته بحدةٍ تهديدية

ثم خرجت ..

تنهد ، لا خيار أمامه إلا أن يعود لما كان يفعل ..

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

تنهد براحة ، اخيرًا قدر على إحضار درجة كاملة

توجه لغرفة التي من المفترض أن تكون أمه ، رغم أنها لم تكن مصدر اي شيئٍ سوى خوفه

قبل أن يطرق الباب سمع صوتها ، كنت تحادث نفسها

With devotion حيث تعيش القصص. اكتشف الآن