"بسم الله الرحمن الرحيم"
في صباح اليوم التالي كانت «مرح» تجلس مع ابيها يتبادلان أطراف الحديث و هما يتناولان الفطور، ابوها كان رجل طيب وجهه بشوش شعره ابيض وزنه زائد بحكم سنه
قالت «مرح» و هي تنهض من الكرسي و تمسك ب حقيبتها لتضعها على ظهرها "هنزل انا بقى يا حجوج عشان الحق اخد الشاي بتاعي تحت"
اردف «كامل» بحب "ماشي يا حبيبتي ربنا يكرمك و يوقفلك ولاد الحلال"
قبّلت جبينه بحب ثم خرجت من البيت مشت قليلا لتذهب الي المقهى الذي تعتاد الجلوس فيه، فهي تأتي كل يوم الي المقهى لتشرب الشاي بالنعناع المفضل لديها و تجلس لتكتب روايتها في هدوء هي لديها موهبة الكتابة و مبدعة في ذلك لكن لم يكتشفها أحد بعد، بعد مدة من الوقت كانت تحتسي الشاي و هي تكتب بكل تركيز على "اللابتوب" الخاص بها بعد مدة من الوقت بدأت الدموعها تملأ عينيها بدون سابق انذار حتى تسارعت دموعها في الهبوط على وجنتيها و هي تضع يدها على فمها اثر الصدمة قاطع انينها و صدمتها رجل أقترب منها وقال لها و هو يمد لها محرمة لكي تمسح دموعها "في حاجة يا آنسة، انتي كويسة"
أجابته و هي تمسح دموعها "اه لا، لا مش كويسة"
_ايه الي حصل طيب اقدر اساعدك
_اجابته و عينها مليأتان بالدموع "محدش هيقدر يساعدني دول سابو بعض، طلقها متخيل طلقها"
_انا مش فاهم حاجة، هما مين الي سابو بعض!
كادت أن تجيبه، لكنها مسحت دموعها و نظرت له بحدة و ضيّقت عينيها و هي تقول بهدوء كأنها لم تكن تبكي منذ ثواني "و انت مال مامتك"
_أردف بعدم فهم، فهو لم يستوعب ما قالته "ايه!"
_اردفت و تبتسم بأستفزاز "راح و جيه"
_أردف بتعجب من كلامها و منها هي أيضاً فهي كانت تبكي منذ ثواني و الان هي تبتسم "انتي مجنونة!"
أجابته و هي تلوي فمها "ليه شايفني ماشية بشد ف شعري ولا بشد ف شعري ، هو لازم اعيط و اقلبها مناحة عشان ابقى عاقلة هما دمعتين و السلام"
_دا انت لو اتأثرتي على بطل فيلم هتعيطي اكتر من كدا، قالك دمعتين قال
_اجابته بأبتسامة بلهاء "لا مش فيلم دي رواية"
أردف بتعجب "انتِ بتقولي ايه...." كاد أن يكمل جملته حتى قاطعته و هي تقول بابتسامة مثيرة للأستفزاز "إعمل خط و امشي عليه"
نبس بنبرة مرتفعة قليلاً "يعني انت انتي متأثرة اوي و بتعيطي عشان قرأتي أن الابطال سابو بعض! "
_قالت ببرود و كأنها لم تلاحظ غضبه "مش بالظبط اوي انا مقرأتش، انا الي كتبت المشهد"
_ تمتم بغضب مفرط حتى ارتفعت نبرته و هو يقول "انتِ مجنونة رسمي! بتعيطي على حاجة انتي الي مألفاها، و الله انا الي مجنون اني وقفت عشان اشوف مالك" ثم ذهب من أمامها و هو يضرب كف على كف و هو يقول بغضب "ايه البلاوي الي بتتحدف علينا عالصبح دي بس يا ربي"
أنت تقرأ
خطوط متلاقية
Poetryإن حياتنا ما هي إلا خط بعض الأحيان يكون مستقيم و بعض الأحيان يكون متعرج، يتلاقى مع من نحبهم و نألفهم، أو ربما هناك سبب آخر لكي يتلاقى مع خطوط آخرى، و قد شاء القدر أن تتلاقى خطوطهم بعد أن فرقتها السنين، بل و أيضاً سيخوضون مغامرة مصيرية معاً فهل سيستط...