الفصل الثاني

195 13 5
                                    

             "بسم الله الرحمن الرحيم"

في صباح اليوم التالي كانت «مرح» تجلس مع ابيها يتبادلان أطراف الحديث و هما يتناولان الفطور، ابوها كان رجل طيب وجهه بشوش شعره ابيض وزنه زائد بحكم سنه

قالت «مرح» و هي تنهض من الكرسي و تمسك ب حقيبتها لتضعها على ظهرها "هنزل انا بقى يا حجوج عشان الحق اخد الشاي بتاعي تحت"

اردف «كامل» بحب "ماشي يا حبيبتي ربنا يكرمك و يوقفلك ولاد الحلال"

قبّلت جبينه بحب ثم خرجت من البيت مشت قليلا لتذهب الي المقهى الذي تعتاد الجلوس فيه، فهي تأتي كل يوم الي المقهى لتشرب الشاي بالنعناع المفضل لديها و تجلس لتكتب روايتها في هدوء هي لديها موهبة الكتابة و مبدعة في ذلك لكن لم يكتشفها أحد بعد، بعد مدة من الوقت كانت تحتسي الشاي و هي تكتب بكل تركيز على "اللابتوب" الخاص بها بعد مدة من الوقت بدأت الدموعها تملأ عينيها بدون سابق انذار حتى تسارعت دموعها في الهبوط على وجنتيها و هي تضع يدها على فمها اثر الصدمة قاطع انينها و صدمتها رجل أقترب منها وقال لها و هو يمد لها محرمة لكي تمسح دموعها "في حاجة يا آنسة، انتي كويسة"

أجابته و هي تمسح دموعها "اه لا، لا مش كويسة"

_ايه الي حصل طيب اقدر اساعدك

_اجابته و عينها مليأتان بالدموع "محدش هيقدر يساعدني دول سابو بعض، طلقها متخيل طلقها"

_انا مش فاهم حاجة، هما مين الي سابو بعض!

كادت أن تجيبه، لكنها مسحت دموعها و نظرت له بحدة و ضيّقت عينيها و هي تقول بهدوء كأنها لم تكن تبكي منذ ثواني "و انت مال مامتك"

_أردف بعدم فهم، فهو لم يستوعب ما قالته "ايه!"

_اردفت و تبتسم بأستفزاز "راح و جيه"

_أردف بتعجب من كلامها و منها هي أيضاً فهي كانت تبكي منذ ثواني و الان هي تبتسم "انتي مجنونة!"

أجابته و هي تلوي فمها "ليه شايفني ماشية بشد ف شعري ولا بشد ف شعري ، هو لازم اعيط و اقلبها مناحة عشان ابقى عاقلة هما دمعتين و السلام"

_دا انت لو اتأثرتي على بطل فيلم هتعيطي اكتر من كدا، قالك دمعتين قال

_اجابته بأبتسامة بلهاء "لا مش فيلم دي رواية"

أردف بتعجب "انتِ بتقولي ايه...." كاد أن يكمل جملته حتى قاطعته و هي تقول بابتسامة مثيرة للأستفزاز "إعمل خط و امشي عليه"

نبس بنبرة مرتفعة قليلاً "يعني انت انتي متأثرة اوي و بتعيطي عشان قرأتي أن الابطال سابو بعض! "

_قالت ببرود و كأنها لم تلاحظ غضبه "مش بالظبط اوي انا مقرأتش، انا الي كتبت المشهد"

_ تمتم بغضب مفرط حتى ارتفعت نبرته و هو يقول "انتِ مجنونة رسمي! بتعيطي على حاجة انتي الي مألفاها، و الله انا الي مجنون اني وقفت عشان اشوف مالك" ثم ذهب من أمامها و هو يضرب كف على كف و هو يقول بغضب "ايه البلاوي الي بتتحدف علينا عالصبح دي بس يا ربي"

خطوط متلاقية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن