الفصل الثالث عشر

214 13 21
                                    

أمسكت سارة هاتفها وبحثت عن الإحداثيات المدونة على الورقة، لتجدها تشير إلى عنوان منزل سكني عادي لا يحمل أي تفاصيل مريبة. نظرت إلى البقية وقالت بتساؤل:
"طب هنروح ولا إيه؟ وعرج السواحل ده نسيبه ولا كل واحد ياخد واحدة وخلاص؟"

تنهد آسر، وألقى نظرة عابرة عليهم قبل أن يقول بنبرة هادئة:
"أكيد لازم نروح"

ثم تابع بمرحه المعهود:
"مهو مش هنبقى زي الرقاصة اللي رقصت على السلم، لا اللي فوق شافوها ولا اللي تحت سمعوها!"

ضحكت سارة قليلاً وقالت بابتسامة ساخرة:
" أنتَ فايق ورايق و الله "

رد عليها بنفس نبرته الخفيفة:
"مش قصة فواقان، بس عايش بمبدأ عيشها بسعادة، ملهاش إعادة"

في تلك اللحظة، مد يونس يده نحو الصندوق، ممسكًا بكل "عرج السواحل" الذي بداخله، ابتسم بهدوء وقال بنبرة هادئة لكن حاسمة:
"أنا بقول كل واحد ياخد واحدة... يمكن لو سيبناها نندم"

تبادلوا النظرات بتردد، لكن في النهاية، مد كل واحد يده وأخذ واحدًا، شعور خفي من الغموض خيم عليهم جميعًا، وكأن كل واحد أدرك أن هذه الخطوة قد تكون بداية شيء أكبر مما توقعوه.

قالت مرح، وهي تقلب القطعة بين أصابعها بعبوس ساخر:
"دي شكلها حتة خشب مفيهاش حاجة مميزة مالهاش أي لازمة... مش شايفة الغموض اللي بتتكلموا عنه!"

رد عليها براء بصوت منخفض بعد ما تأكد أنهم جميعاً شاردين في افكارهم، وبنبرة مشاكسة تخفي ابتسامة:
"هتبقي أنتِ وهي حاجات مميزة، كفاية علينا الحلويات اللي بتنقطيها"

نظرت له مرح بوجه مشنج كأنها تحاول تخبئ إعجابها بمزاحه، ثم همست بحدة ساخرة:
"بقولك ايه يا نجم، كفاية نحنحة بقى اصل نفسي بتموع بعيد عنك"

قرب براء رأسه قليلًا منها، وقال بنفس النبرة المستفزة:
"نفسك بتموع؟ طيب ابقي افتكري كلامك ده كويس لما تيجي تقولي فين كلامك الحلو يا براء يا حبيبي"

قالت بغيظ وصدمة ممتزجة بالأحراج:
" يا براء يا حبيبي! ده عند امك إن شاءالله، ولم نفسك بقى بدل ما اخلي الي ما يشتري يتفرج عليك أنتَ متعرفنيش"

ابتسم براء بخبث وهو يلاحظ تفاعلها مع كلامه، وقال وهو يبتعد قليلًا:
"ماشي يا عم ما حق الجميل يتدلع"

رفعت مرح حاجبها، تحاول الرد عليه لكنها شعرت بالحرج، فقررت أن تصرف نظرها بعيدًا، متظاهرة بأنها مشغولة بالقطعة التي بيدها أما براء، فاكتفى بابتسامة جانبية وابتعد، وكأنه سعيد بأنه نجح في إرباكها من جديد دون أن يلاحظ أحد

قالت سارة بجدية:
"طب يلا نروح على المكان ده؟"

وافقوها الرأي، بعد مدة كانو يقفون أمام فيلا في منطقة سكنية تقدم يونس و هُم خلفه، دق الباب بعد عدة دقائق أتى شاب و فتح الباب و سألهم بإستغراب :
"انتو مين؟!"

خطوط متلاقية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن