كأن لم نغضبْ أبداً...
- أخبرني لماذا كان عليكَ أن تتحمل امرأةً مثلي؟! ما الذي أجبركَ على ذلك؟! امرأة صعبةُ المِراس، وعنيدة ومتعبة، ومزاجية إلى حدٍ مفرط؟! امرأة تغار وتغضب وتثور وتهدأ بسبب، وبلا سبب؟! ما الذي دفعكَ إلى تحمّل كل ذلك؟! وإياكَ أن تقول لي الحب!! لقد كان بإمكانك أن تحب ألفاً غيري... أعلم ذلك وأدركه منذ اللحظة الأولى التي عشقتكَ فيها!! كان بإمكانكَ أن تكون مع امرأة أخرى، أي واحدة أخرى، وتُجنّبَ نفسكَ كل هذا العناء والمشقة؟! أخبرني لماذا مازلتَ معي، ولماذا مازلتَ متمسكاً بي إلى الآن رغم كل شيء!!
- لن أخالفكِ الرأي في الجزء الأول على الأقل فأنتِ متعِبة، وجداً... نعم، حبكِ صعب، وقربكِ صعب، وبعدكِ صعب ونسيانكِ أصعب... لكن الغريب أنكِ جلبتي إلى حياتي سعادة بقدرِ ما جلبتي إليها حزن؟! ولكني دعيني أخبرك بأن كل الوجع الذي كنتُ أشعرُ به بسبب عنادكِ وعصبيتكِ وتقلب مزاجكِ المفرط، كان يزول حين تهمسينَ بأذني بعد كل خلاف لنا وتقولين: "أحبكَ"... لقد كانت هذه الكلمة وحدها قادرة على أن تجعل نصف الألم يزول، ثم حين تعودين وتقولي لي: "أنا لا استطيع أن أعيشَ من دونك"، يتلاشى الوجعُ كله، كأنه لم يحصل أبداً... وفي نهاية الأمر، حين تحتضنينني بين يديكِ، وتمسكين بي جيداً، تعود ذاكرتي خالية من أي شيء إلّا حبكِ، وأعود لأهيم بكِ من البداية، كأن لم نغضبْ أبداً....
#خالد_فداء